ايمن شحادة
أفاد مصدر مطلع بان ايران لم تسعمل أهم ما لديها من قدرات عسكرية في الضربة المباشرة التي وجهتها لإسرائيل في 14 نيسان الماضي، بل استعملت قدرات معروفة من قبل اسرائيل والغرب، وذلك بهدف ايصال رسالة بانه بأقل الأسلحة التي لدى إيران استطاعت الوصول الى اسرائيل، فكيف الوضع بحال استعمال صواريخ “فرط الصوتية”.
وذكر بأنه “بالرغم من أن الصواريخ والمسيرات التي اطلقت لا تتعدى 350 بين مسيرات وصواريخ، إلا أن 12 دولة عملت على إسقاطها ولم تنجح في ذلك ووصلت، كيف الحال إذا كان حجم الإستهداف اكبر، واليوم بات محسوماً بأن إسرائيل لا تستطيع وحدها الدفاع عن أمنها، وهي بحاجة الى دعم خارجي لحمايتها جزئيا”.
وأكد المصدر بأن إيران تقصدت عدم اشراك أي فصيل مقاوم في الضربة التي وجهتها لإسرائيل، وردت بشكل مباشر من دون اي تدخل، والرسالة وصلت، بان اي معركة مع ايران ودول الطوق ستكون بكلفة كبيرة جدا على اسرائيل”.
الضربة خرقت إسرائيل أمنيا وأوقفت الحرب بالمنطقة!
وكشف المصدر بأن الطائرات المسيرة التي حلقت فوق اسرائيل كانت بهدف أخذ المعلومات الامنية ونقلها مباشرة الى طهران، ومن أهم الإحداثيات التي وصلت لطهران غير المعلومات العسكرية هو كشف شبكة الدفاعات الجوية لإسرائيل ومكانها، وهذا ما سوف يبنى عليه في أي معركة قادمة.
وحسم المصدر القول بأن “الضربة الإيرانية المباشرة على اسرائيل أوقفت حربا كبيرة، وأصبحت المنطقة أكثرا أمنا بعد تاريخ 14 نيسان، وذلك بعد أن أضحى تاريخ 7 تشرين الأول محطة فاصلة بالصراع مع إسرائيل، حيث أثبتت المقاومة أنها قادرة على ضربها وهزيمتها، ولولا التدخل الأميركا المباشر والسريع لكانت المنطقة في مكان آخر”.
وشدد على أن الضربة فتحت حقبة جديدة من الصراع، بعد توجيه ضربة من قبل دولة، وكسرت الردع الإسرائيلي. وأكد بان إسرائيل لم تعد تخوض الحروب على أراضي الغير، والصراع المباشر مع دولة كإيران ينقل المعركة لأراضيها.
وتحدث عن ضعف الرد الاسرائيلي، حيث لجأت إسرائيل الى عمل أمني ضعيف، مع تهديد إيران بأن اي ضربة ستواجه ضربة “أسرع، أقوى وأشمل”.
تواصل غير مباشر بين إيران وأميركا
ولفتت المصادر المطلعة الى ان هناك رسائل غير مباشرة بين إيران وأميركا خاصة بعد الضربة الايرانية، وقد تبين للجميع بأن إيران وحلفائها لن يذهبوا إلى تهدئة الجبهات قبل معاجلة السبب أي الحرب في غزة، وعليه التركيز يجب أن ينصب في هذا الإطار، لأنه لن يكون هناك أي حل قبل إنهاء الحرب في القطاع.
وإستطردت المصادر بأن أجواء المباحثات حتى الساعة بما فيها مشاورات القاهرة ليست إيجابية، ولا تبشر بالتهدئة أو الهدنة، لأنها تعطي بعض التطمينات دون الحديث عن الحل الشامل الذي تطالب به الفصائل الفلسطينية، أي وقف إطلاق الشامل والكامل والانسحاب من غزة وعودة المهجرين.
وحسم المصدر بأنه “لا إمكانية لاي توافقات مجتزأة، ومسؤول حماس في قطاع غزة يحيى السنوار لن يفرط بأهم ورقة لديه الأسرى في مفاوضات جزئية”، وأردف بان “طروحات الهدنة الحالية هي “بالون إختبار” لصلابة المقاومة وصمودها وعدم تقديمها التنازلات تحت الضغط العسكري”، وجدد التأكيد بأن لا حل “دون إعادة الإعمار، وتبادل الأسرى، وقف النار النهائي وعودة المهجرين”، وفي هذا الإطار لا مستجدات جدية، والدفع الوحيد الذي يمكن أن يغير الوضع هو التطورات الداخلية الإسرائيلية وامكانية إنهيار حكومة بنيامين نتانياهو.