بعدما روجت له ألمانيا.. فرنسا تعتبر النظام الصاروخي الإسرائيلي “أرو 3” غير مناسب للدفاع الأوروبي أمام الصواريخ الروسية
مقالات وتحقيقات
2023-08-20

لا ترى فرنسا رفقة عدد من دول جنوب أوروبا بل وحتى بولونيا، بعين الارتياح مبادرة ألمانيا بتوقيع صفقة مع إسرائيل من أجل المساهمة في الدرع الصاروخي من خلال اقتناء منظومة الدفاع “أرو 3” أو (حيتس 3)، وتعتبرها غير ملائمة ولا تصب في صالح صناعة عسكرية أوروبية.
ونتيجة الحرب الروسية ضد أوكرانيا، كانت ألمانيا قد أعلنت خلال أغسطس/ آب 2022 مبادرة “درع السماء الأوروبية” التي تشارك فيها 17 دولة أوروبية، بهدف إقامة ستار من أنظمة الدفاع الجوي لحماية الأجواء الأوروبية. واقترحت ألمانيا أنظمة باتريوت الأمريكية التي تتوفر عليها عدد من الدول الأوروبية، ثم نظام “أريس” الألماني، وأخيرا نظام “أرو 3” الإسرائيلي-الأمريكي. ووقّعت ألمانيا وإسرائيل خلال هذا الأسبوع على صفقة ستزود إسرائيل بموجبها الجيشَ الألماني بمنظومة “أرو 3” وقد تصل قيمتها إلى أربعة مليارات دولار.
ويفترض أن هذا النظام سيوفر ثلاثة مستويات من الدفاع، “أريس” للمدى القصير، و”باتريوت” للمدى المتوسط، بينما نظام “أرو 3” للصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي.
ويبقى المثير، هو رفض بولندا الانخراط في هذه المبادرة، لكن المعارضة جاءت أساسا من دول جنوب أوروبا مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليونان والبرتغال. وتعتزم فرنسا معارضة “درع السماء الأوروبية”. وتعود معارضة باريس وروما للمشروع لسببين، الأول هو عدم اعتماد ألمانيا على نظام الدفاع الجوي الفرنسي- الإيطالي ستامب- تي، الذي يعد من أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة في العالم. ومن جهة ثانية، يرى خبراء هذه الدول أن نظام “أرو 3” الإسرائيلي- الأمريكي لا يتمتع بمواصفات تجعله ركيزة أساسية في “درع السماء الأوروبي”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد تحفظ علانية في تصريحات يوم 20 يونيو الماضي على المبادرة الألمانية، واعتبر أنها لم تحل تحديات أوروبا في الدفاع الجوي. ونقلت جريدة “لوموند” وقتها عن مصادر فرنسية، أن النظام الإسرائيلي غير ملائم نهائيا لدول الحلف الأطلسي؛ لأن إسرائيل صممته لأغراض أخرى، في إشارة إلى مواجهة الصواريخ الإيرانية. كما أن هذا النظام مصمم لحماية مساحة إسرائيل التي تقل 200 مرة عن مساحة دول أوروبا.
في هذا الصدد، نشر الموقع المتخصص في الملفات العسكرية “ميتا ديفانس” الفرنسي، أن النظام الإسرائيلي جرى تصنيعه لمواجهة صواريخ باليستية إيرانية مثل شهاب وقدر ذات سرعة وحمولة معينة، ويتم إطلاقها من الأرض، بينما لا يمكنه مواجهة الصواريخ الباليستية الروسية التي تعمل بنظام مختلف وذات سرعة وحمولة مختلفة بشكل كبير، مثل صواريخ كنغال وإسكندر، ثم صواريخ سمارت الفرط صوتية، والتي تطلق من منصات مختلفة من الأرض والجو والبحر.
كما نقلت مجلة إكسبرس يوم 3 يوليو الماضي، غضب باريس لأن ألمانيا تعمل على الترويج لنظامها الدفاعي أريس”، وتشجع الصناعة الأمريكية “باتريوت” والآن الإسرائيلية، بينما تقوم بتهميش نظام ستامب- تي الفرنسي- الإيطالي الذي يوازي الباتريوت.
ومن شأن هذا الخلاف في التسلح، أن يدفع فرنسا إلى الاستمرار في نهج سياسة للتصنيع الحربي خاصة بها كما فعلت في عدد من الأسلحة مثل مقاتلة “رافال”. ولهذا، تفضل عدم الانخراط في المشروع الألماني لدرع السماء الأوروبي.