نادي الشياطين الحمر خسر نجوماً لاعتبارات غير كروية
رياضة
2023-09-11

كتب أسامة مروة
من المتعارف عليه أن أي نادٍ في العالم، يهدف إلى التعاقد مع أبرز للنجوم في كل الخطوط، من أجل مساعدته على إحراز الألقاب وإسعاد الجماهير، ورفع قيمتهم السوقية والاستثمار بهم من خلال بيعهم أو إعارتهم في حال تلقي عروض مناسبة من المنافسين.
إلا أن ما سبق يبدو بعيداً عن الإستراتيجية المتبعة في نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي في الفترة الأخيرة، حتى باتت أخبار فسخ عقود نجومه لأسباب لا علاقة لها بكرة القدم هي المعيار الأساسي المعتمد في أروقة أحد أبرز الأندية الإنكليزية، وصاحب الشعبية الجماهيرية الضخمة في العديد من دول العالم، استجابة منه لرغبات المعلنين من أجل الحفاظ على التدفقات المالية التي يحتاج إليها.
مناسبة الحديث عن هذه الظاهرة، هي قرار إدارة "الشياطين الحمر" بفسخ عقد أحد أبرز النجوم والمهاجمين في صفوف الفريق ميسون غرينوود (قبل إيقافه)، رغم تبرئته من قبل محكمة بريطانية من تهمة الاغتصاب التي ألبسته إياها صديقته السابقة.
قرار اتُخذ من قبل القيّمين على النادي العريق بضغط كبير من الشركات التي يتعامل بها والمعلنين الذين هددوا بإلغاء رعايتهم له في حال بقاء غرينوود في صفوفه.
وعلى ما يبدو أن غرينوود الذي انتقل إلى نادي خيتافي الإسباني لن يكون الأول في هذا الإطار، بحيث ينتظر الجميع أيضاً قرار إدارة القطب الأحمر في مدينة مانشستر بشأن لاعبه البرازيلي أنتوني ماتيوس دوس سانتوس، الذي اتُهم هو الآخر قبل أيام باغتصاب صديقته، والذي ستبدأ محاكمته في البرازيل بعد استبعاده من منتخب البرازيل لكرة القدم بسبب هذه القضية، وخصوصاً مع إصدار النادي الأحمر لبيان يشير إلى متابعة التحقيقات من أجل اتخاذ القرار المناسب للجميع.
قضية رفعت مستوى الضغوطات من قبل جمعيات حماية النساء وغيرها من الجمعيات الحقوقية على النادي العريق، التي تطالب إدارته بأن تكون قدوة للشباب والمجتمع في مكافحة العنف ضد النساء ولو على مصلحته الرياضية بالمقام الأول.
وفي السياق نفسه، انفجرت إلى العلن الخلافات التي بقيت خلف الجدران لفترة طويلة بين المدرب الهولندي إريك تين هاغ ونجم الوسط الإنكليزي جادون سانشو، بعد انتقاد الأخير لمدربه واعتبار أنه كبش محرقة لسبب لا يعلمه يبعده عن التشكيلة الرئيسية للنادي، في خطوة ربما ستعجل من رحيل النجم الشاب عن ملعب أولد ترافود، خصوصاً في ظل الحديث عن عداوات وانتقادات له من قبل زملائه في الفريق عقب هذه التصريحات.
وتأتي قصة غرينوود وأنتوني وسانشو في وقت بات مانشستر يونايتد مشهوراً بمشاكله التي لا تنتهي خارج المستطيل الأخضر بعيداً عن الاعتبارات الكروية مع أبرز اللاعبين في صفوفه، وآخرها قبل عام تقريباً عشية انطلاقة كأس العالم لكرة القدم في قطر، عندما عوقف النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وتم فسخ عقده بعد مقابلته النارية والتي هاجم بها الإدارة والمدرب الهولندي إريك تين هاغ.
ويعيد ذلك إلى الأذهان أيضاً الطريقة التي رحل بها كابتن النادي دايفيد بيكهام في صيف 2003 بعد خلاف كبير مع مدربه آنذاك السير أليكس فيرغسون والذي ركل حذاء كاد أن يصيب عيني النجم الإنكليزي، ليقع الطلاق بين الطرفين بطريقة لا تليق بهما جملة وتفصيلاً.
من هنا، يظهر للعيان أن المسؤولين عن النادي المانشستراوي العريق لا يأبهون بالأمور الفنية ويضعونها في أدنى اعتباراتهم عند وقوع أحد لاعبيه في مشكلة شخصية، ويركزون في المقام الأول على الأمور التجارية والمادية وعدم التعرض لضغوطات من جهات لا علاقة لها بكرة القدم، وهي عوامل قد تجعل الجميع يضربون أخماساً بأسداس، مع إشارات ساخرة بإمكانية طلب شهادة حسن سلوك من أي لاعب قبل الانضمام إلى صفوفه في الفترة المقبلة، في مسألة ينبغي على القيّمين الانتباه جيداً إلى تبعاتها، التي قد تضرّ بقدرته على المنافسة والعودة إلى حصد الألقاب محلياً وقارياً وعالمياً.