الرئيس بري لصحيفة الوفاق الايرانية : أسباب ومبررات الرفض للمبادرة غير مقنعة على الإطلاق
لبنان
2023-09-13

أمل دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري ان تستجيب كافة القوى والكتل البرلمانية للمبادرة التي اطلقها في الذكرى ال45 لاخفاء سماحة الامام السيد موسى الصدر ، لافتا الى انه وبالرغم من الاصوات الرافضة للحوار وان اسباب ومبررات الرفض غير مقنعة على الإطلاق وهي لا تفسر الا على وجه واحد أن احداً في لبنان لا يريد إنتخاب رئيس للجمهورية ، واشار رئيس المجلس الى الا ان غالبية الكتل تنظر الى المبادرة بإيحابية ومرحبة بها قائلاً : واعود واكرر ننتظر صحوة الضمير الوطني لدى بعض المكابرين لكن بصراحة لن ننتظرهم الى ما لا نهاية وسنبني على الشيء مقتضاه الوطتي و لن نيأس كلنا ثقة ان لبنان في نهاية المطاف سوف ينجز هذا الاستحقاق عاجلاً وليس آجلا
مؤكدا ان الواقع البرلماني القائم حالياً لا يعطي لأي طرف القدرة لحسم هذا الاستحقاق بمفرده ولا يمكن إنجازه الا بالحوار والتوافق وأي كلام آخر هو عبث وإطالة لأمد الفراغ لأهم موقع دستوري ، واعتبر الرئيس بري ان الاتفاق بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية الاتفاق بقدر ما هو مهم على أكثر من مستوى لاسيما سياسيا واقتصاديا وأمنياً بالنسبة للبلدين هو أيضا بنفس القدر من الأهمية لكل دول المنطقة ، وأن هذا الاتفاق اذا ما نفذت كل مندرجاته ويجب ان تنفذ ولا خيار أمامنا كدول وشعوب في المنطقة الا العمل بصدق من أجل تنفيذه وإنجاحه هو سوف يغير إيجابا وجه المنطقة على مختلف الصعد لاسيما في التقدم والإستقرار مشيراً الى ان ايران والسعودية دولتين مركزيتين في جغرافية المنطقة وديموغرافيتها وهما حجر الزاوية في مستقبلها فالاتفاق والتلاقي بينهما هو القاعدة وهو القضاء والقدر والخلاف والاختلاف الذي كان وانقضى هو الاستثناء . كلام ومواقف الرئيس نبيه بري في حديث له مع صحيفة "الوفاق" الإيرانية الناطقة باللغة العربية وجاء فيه :
۱- كيف تنظرون الى أهمية عودة العلاقات بين ايران والسعودية وتأثير ذلك على الملفات الإقليمية والأزمات في منطقتنا التي يصطنعها الغرب؟ .
جواب : لطالما كنت من القلائل الذين لم يوفروا مناسبة او منتدى برلماني محلي وإقليمي وقاري ودولي إلا وناديت من خلال هذه المنتديات الى وجوب قيام حوار دائم لا ينقطع تحت أي ظرف من الظروف بين الجوار العربي والجوار الاسلامي ولم نوفر مناسبة الا واستثمرنا فيها من خلال الدبلوماسية البرلمانية لبناء جسور الثقة التي كان يمكن لها ان تؤدي الى خلق المناخات الملائمة لانجاح مثل هكذا حوار بين العالمين العربي والإسلامي وهو جهد بحمد الله وإن طال انتظاره لكنه أثمر في نهاية المطاف هذا الاتفاق الاستراتيجي والذي قادني"حدسي" وتوقعت حصوله قبل عشرين يوماً من إعلانه رسميا ( أي الاتفاق الايراني السعودي ) وذلك خلال كلمة القيتها في إحتفال إفتتاح المبنى الجديد لسفارة الجمهورية الاسلامية الإيرانية وقلت حينها ما حرفيته : نتطلع بأمل كبير إلى أن يكون هذا اليوم الذي ندشن فيه مبنى جديدًا للسفارة الإيرانية في بيروت بارقة أمل ليس ببعيدة نحتفل فيها بعودة العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع محيطها العربي والإسلامي، وخاصة مع المملكة العربية السعودية في سياقها الطبيعي . إنني ولطالما ناديت بأهمية هذه العلاقات وضرورة تطبيعها وتطويرها بما يحفظ لكل دولة أمنها واستقلالها وسيادتها وخصوصيتها ومصالحها وهو ثمرة حوار وجهد مشكور من جمهوريتي العراق والصين الشعبية واعود وأكرر بأن الاتفاق بقدر ما هو مهم على أكثر من مستوى لاسيما سياسيا واقتصاديا وأمنياً بالنسبة لإيران والسعودية هو أيضا بنفس القدر من الأهمية لكل دول المنطقة ، ان هذا الاتفاق اذا ما نفذت كل مندرجاته ويجب ان تنفذ ولا خيار أمامنا كدول وشعوب في المنطقة الا العمل بصدق من أجل تنفيذه وانجاحه هو سوف يغير ايجابا وجه المنطقة على مختلف الصعد لاسيما في التقدم والإستقرار لان ايران والسعودية دولتين مركزيتين في جغرافية المنطقة وديموغرافيتها وهما حجر الزاوية في مستقبلها فالاتفاق والتلاقي بينهما هو القاعدة وهو القضاء والقدر والخلاف والاختلاف الذي كان وانقضى هو الاستثناء ، فيكفي ان ننظر الى الاطراف المنزعجة من هذا الاتفاق وفي المقدمة إسرائيل ومن وراءها وهي سبب كل ازمات المنطقة لندرك اهمية واستراتيجية هذا الاتفاق لحاضرنا ومستقبلنا .
٢ - دولة الرئيس كيف تقيمون الان الوضع في المنطقة على ضوء ما نراه وبرأيكم الى أين تتجه الامور؟
جواب : لاشك ان صورة المشهد في المنطقة لا تبعث على الارتياح وهي مثيرة للقلق وتستوجب وعياً ويقظة استثنائين على كافة المستويات انظمة وحكومات وشعوباً ونخباً من هنا تبرز اهمية انجاح الاتفاق الايراني السعودي الذي يقفل كل المنافذ والابواب ويقطع الطريق على كل مشاريع الحروب والفتن الطائفية التي عصفت في اكثر من بلد في المنطقة في السنوات العشر الماضية لهدفين اساسين تفتيت المنطقة والسيطرة على ثرواتها وخيراتها وتحويلها الى كيانات طائفية متناحرة او كما اسماها الامام السيد موسى الصدر تحويلها الى " اسرائيليات " يكون فيه الكيان الاسرائيلي هو الاقوى والمتفوق والهدف الثاني إضعاف الامة والهائها عن قضية العرب والمسلمين الاولى قضية فلسطين التي تتعرض اليوم الى محاولة ممنهجة لتقويضها واجهاض حقوق الشعب الفلسطيني في العودة واقامت الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف طبعا كل ذلك يتم في غفلة من النيران المشتعلة في أكثر من دولة وخاصة في سوريا وما تتعرض له من حصار جائر المفروض عليها وهي التي تمثل واسطة العقد في دول محور المقاومة ناهيك عن التداعيات السلبية للازمات التي يتخبط بها لبنان انطلاقا من خلفية هذا المشهد المؤلم يواصل الكيان الصهيوني ومن يقف خلفه ويدعمه استكمال مشروعه التهويدي للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ويوسع مخططاته الاستيطانية التوسعية في فلسطين التاريخية ، لكن بالرغم من هذا القلق الرهان كان ويبقى على ارادة وروح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني ولدى شعوبنا في كسر مشاريع الاحتلال والفتن والرهان ايضا على سلوك طريق الحوار كسبيل وحيد وأوحد لتسوية الخلافات فيما بين ابناء البلد الواحد وبين دول الجوار التي يوجد ما يجمعها اكثر مما يفرقها او يدفعها الى الاقتتال او الاختلاف فيما بينها .
٣-هل هناك افق لحل الأزمة الرئاسية في لبنان وكيف لمستم موقف ايران مقارنة بالآخرين في هذا الموضوع؟
جواب : نقدر دائما للجمهورية الإسلامية الإيرانية مواقفها الداعمة للبنان في مختلف المجالات وفي كافة المحافل الاقليمية والدولية والمنتديات البرلمانية وما الموقف الاخير لمعالي وزير الخارجية عبد اللهيان في الموضوع الرئاسي بإعتباره ان هذا الاستحقاق شأن داخلي لبناني هو موقف يعبر عن حرص ايران على إحترام سيادة لبنان وإرادة ابنائه وخياراتهم حيال إنجاز استحقاقاتهم الدستورية والديمقراطية بحرية ودون تدخل من الخارج ومن دون فرض إملاءات او شروط ضغوط .
أما بالنسبة لأفق الازمة والخروج منها وكما عبرت في أكثر من مناسبة اننا نرحب بأي جهد من الدول الصديقة لمساعدة لبنان على إنجاز انتخاب رئيس للجمهورية الذي يختاره اللبنانيون واعود واؤكد من خلالكم ان هذا الاستحقاق ونظرا للواقع البرلماني القائم حاليا والذي لا يعطي لأي القدرة لحسم هذا الاستحقاق بمفرده لا يمكن انجازه الا بالحوار والتوافق وأي كلام آخر هو عبث وإطالة لأمد الفراغ لأهم موقع دستوري ، طرحنا مبادرة في ذكرى الامام الصدر تقوم على حوار تحت قبة البرلمان لمدة اقصاها ٧ ايام يليها جلسات متتالية ومفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية نأمل ان تستجيب كافة القوى والكتل البرلمانية لهذه الدعوة ، وبالرغم من الاصوات الرافضة للحوار واسباب ومبررات الرفض غير مقنعة على الاطلاق ولا تفسر الا على وجه واحد ان احدا في لبنان لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية ، الا ان غالبية الكتل تنظر اليها بإيحابية ومرحبة واعود واكرر ننتظر صحوة الضمير الوطني لدى بعض المكابرين لكن بصراحة لن ننتظرهم الى ما لا نهاية وسنبني على الشيء مقتضاه الوطتي ، لن نيأس كلنا ثقة ان لبنان في نهاية المطاف سوف ينجز هذا الاستحقاق عاجلاً وليس آجلا .