النجمة والعهد Out... ملاعبنا خارج الخدمة
رياضة
2023-09-18

تهجير قسري للأندية اللبنانية (وربما للمنتخب اللبناني مستقبلاً)، إلى خارج ملاعبها في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والسبب أن ملاعب لبنان لا تراعي شروط الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ومن بعده طبعاً الاتحاد الدولي لكرة القدم لاستقبال المباريات الدولية.
وبعدما درجت العادة في جميع أنحاء العالم أن تستفيد أندية كرة القدم من توفير جميع المستلزمات المحلية (إلا في حالات الصراع السياسي مع دول المنافسين)، لتأمين مشاركة مشرّفة لها في البطولات الإقليمية والدولية والعالمية، ومساعدتها على تحقيق نتائج إيجابية بمواجهة خصومها، وعلى رأسها توفير الملاعب وتطويرها باستمرار، يصر لبنان على أن يكون استثناءً في هذا الإطار، وسط أزمة مالية طاحنة، ورفض جميع الحلول التي قُدمت من أجل تحضير بعض الملاعب الموجودة لاستضافة المباريات، لأسباب ولغايات في نفس الرافضين لها.
"ملاعب لبنان غير صالحة للاستخدام وبحاجة لتطوير شامل"، جملة قصيرة تلقاها المسؤولين في الاتحاد اللبناني لكرة القدم وناديي النجمة والعهد، خلال التحضيرات للمشاركة في بطولة كأس الاتحاد الأسيوي بدءاً من اليوم الإثنين، لتظهر الواقع المزري الذي وصلت إليه الأمور في كرة القدم اللبنانية، التي تعيش اليوم واحدة من أسوأ المراحل في تاريخها، وتبين للجميع أن كرة القدم وللأسف تحلّ في مذيّلة ترتيب أولويات المسؤولين في لبنان.
قرار ضرب الأفضلية المعنوية من ناحية الأرض والجمهور كان من المفترض أن يتمتع بها النجمة والعهد في مشاركتهما القارية، الأول أمام أندية الرفاع البحريني والزوراء العراقي والعربي الكويتي، بحيث سيلعب مباراتي الذهاب والإياب أمام كل من منافسيه على أرضه، على أن ينطلق مشواره عند الساعة ٩ مساءً الليلة أمام الرفاع البحريني.
ويأتي ذلك في وقت نجح العهد في الحصول على موافقة الاتحاد العماني لكرة القدم من أجل اعتماد ملعب نادي النهضة في مسقط أرضاً لاستقبال جميع مبارياته بالبطولة بمواجهة الفتوة السوري وجبل المكبر الفلسطيني والنهضة العماني، على أن يواجه النهضة العماني عند الساعة ٧ مساءً الليلة.
إبعاد إداري سيفرض على النجمة والعهد تكاليف مالية مضاعفة لقاء السفر وحجوزات الفنادق وغيرها من الأمور، رغم إصرار إداراتي الناديين وحتى اللحظة الأخيرة على نيل الموافقات لترميم ملعب صيدا البلدي أو ملعب بيروت البلدي أو ملعب المدينة الرياضية عبر خطة استثمارية طويلة الأمد، قبل أن تتوقف المفاوضات بسبب تعنّت المسؤولين عن هذه الملاعب وإصرارهم على التحكم بعملية الترميم والاستثمار من ألفها إلى يائها، والشروط الصعبة التي تُفرض في مناقصات الاستثمار الرياضي في لبنان!
قرار جعل وزير الشباب والرياضي الدكتور جورج كلاس يخرج بتصريح مقتضب بأن حل هذه المسألة سيكون قريباً عبر مجلس الوزراء، وسط ترقب جميع عشاق كرة القدم في لبنان لهذا الأمر في أقرب فرصة ممكنة.
تهجير إلى خارج الوطن يترافق مع الإصابات العديدة التي يتعرض لها لاعبو الأندية جراء سواء الأراضي في الملعب، وآخرهم محمود سبليني، على وقع أصوات تتعالى من قبل جميع المحبين تدعو إلى إنقاذ ما تبقى من كرة القدم في لبنان.
مباريات خارج الديار ستكون محط أنظار للجميع لناديي النجمة والعهد، فهل يكون التهجير الإجباري، باكورة تسهم بجعل جميع المعنيين على استعداد لوقف العناد وبدء ورشة إصلاح تعيد لكرة القدم اللبنانية رونقها وجماليتها... فلننتظر ونرى!