الباحث محمد باقر كجك: 'التربية على العفاف في مقابل التربية الجنسية'
لبنان
2023-09-21
عقد ملتقى سكن لقاءه الدوري في معهد المعارف الحكمية في العشرين من الجاري، بحضور حشد من الباحثين والأكاديميين، حيث قدّم الباحث في العلوم الانثربولوجية الدكتور محمد باقر كجك ورقة بحثية حملت عنوان " التربية على العفاف، السلطة على الجسد نموذجا" وقد أتت الدراسة كمحاولة لتأصيل نظرية إسلامية في مقابل ما يسمى "التربية الجنسية"، ورأى أنّ القضايا التربوية مبنية على فلسفة تربوية، بحيث لا يصح الدخول في جزئيات التربية قبل الدخول في الأصول التربوية لا سيما وقد تعقدت قضايا التربية حين دخلها علم التاريخ والنفس فجعل كل القضايا التربوية، قضايا معقدة يشوبها أجندات غربية متعددة، أضاف يحق لأي منا أن يتمترس وراء ثقافته في الوجود، وميزة الإسلام أنه دين البرهان والدليل، يعطي للإنسان قدسية التفكير وحرية الرأي، لذا حين نتعمق في أي قضية نبحث فيها عن الدليل العلمي لموافقتها أو رفضها، وعليه يتبين لدينا أنّ القضايا التربوية المرتبطة بالجندر، والتربية الجنسية، تُخفي الكثير من القضايا التي صنعها الغرب لضرب إنسانية الإنسان، وهذا يأخذنا إلى النقاش مع المدرسة الغربية التي شهدت تجلياتها مع المدرسة الداروينية، في تماثلها مع المدرسة العلمانية في نظرتهما لماهية الإنسان المادية، من هنا نفهم هذا التحلل من التراث والقيم التي كانت تضبط السلوك الجنسي، ونفهم هذه القطيعة التي اصطنعها الغرب مع الحياة الإيمانية، ومع الله. فما قدمه نتيشه في هذا المجال يوضح تلك القطيعة بقوله ليس ثمة رابط بين الإنسان والخالق..
واعتبر كجك أنّ العالم الغربي يشهد سقوطًا مدويًا في القضايا الجنسية بسبب بنيته الفكرية المادية المحض المتمحورة حول اللذة فقط ، من هنا تصبح الهوية الثقافية لدى الفرد الغربي هوية سائلة، هذه السيولة هي التي يتمتع بها عالم ما بعد الحداثة. وهي التي تجعل الإنسان كائنًا غير واضح المعالم، لايوجد في كل العالم الغربي من يستشرف هذه الأزمة كما قال كجك، والسبب يعود للنظرة الداروينية القائمة على تحقيق لذة الإنسان والحرية الفردية ووفق هذا الإطار تُطرح لديهم كل القضايا التربوية.
في المقلب الآخر عرض كجك للرؤية الإلهية القائمة على ثنائية الروح والجسد والتي تجسدها الأديان السماوية جمعاء. قائلًا إنّ هذه الثنائية هي التي تضبط سلوك الإنسان بشكل متوازن ، وهي الباعث على بلورة قضايا تربوية مرتبطة بالعفة والحياء، واصفًا الواقع الديني بالمنضبط وفق الحديث الشريف "حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة"، معتبرًا أنّه يحق لنا أن نعيد النظر في كل ما يتم استيراده من الغرب وعرضه على الكتاب المقدس كي يتاح لنا التعمق في في خفايا تلك القيم المستوردة ومجابهتها، واصفًا قضايا الجندرة بالقضايا الأيديولوجية وإن كان ظاهرها تربويًا، والصراع القائم بيننا وبينهم هو صراع في الأيديولوجية، تماما كما هو التمترس وراء التربية على الجنس أو التربية على العفاف هو تمترس وراء الأيديولوجية.
وقال لقد دعت التيارات النسوية في الغرب إلى التشكيك بالمرأة ككائن إنساني، وفق رؤية تقول إن المرأة تتم صناعتها في المجتمع وليس هناك شيء اسمه امرأة" وعليه لم يعد الأمر متعلقًا بالمرأة والرجل، بل بالجسد ومَن له الحق في السيطرة والتسلط على هذا الجسد، فالناظر إلى متاهات هذه الرؤية سيجد أن هناك مسخًا للإنسان وتغييرًا لفطرته السليمة ، بينما الإنسان في المخيال الإنساني والتراث هو مخلوق الله، لذا من حقنا أن نفتح باب التراث الفكري ونُعيد طرح الاصطلاح الذي نراه مناسباً في هذه المعركة القائمة .
تطرق كجك لقضية الجسد وفق الرؤية الإسلامية كاشفًا عن الآف الروايات التي تتحدث عن كيفية إدارة الجسد وفق تأصيل إلهي بحيث يصبح هذا الجسد هو المدخل الحقيقي للتدين وهو سفينة الإنسان نحو الله، فكل ما يتعلق بهذا الجسد هو خاضع للتشريع في ضبط سلوكيات الجنس وفق قوام العلاقة الزوجية التي تتميز بالثبات والاستقرار على مدى سنوات قديمة وهو استقرار تشريعي قيمي.
ورأى أن الصراع على الجسد يُظهر الظاهرة الثقافية للإنسان معتبرًا أنّ الهجوم الغربي على الحجاب يقع في هذا الإطار بهدف تدمير الهوية الثقافية للمرأة وسلبها ذاك الجسد.
داعيًا إلى ضبط الجسد ضمن منظومة قيمية دينية أخلاقية ، بحيث يصبح االبحث عن العفة والتربية على العفاف مرتبط بشكل أو بآخر بالجسد، متسائلًا من له الحق في السلطة على الجسد هل هو الفرد أم الله خالق ذاك الجسد، فالقضية قضية فلسفية عميقة تجعل سلطتنا على أجسادنا سلطة اعتبارية في موازة ملك الله وسلطته الكلية على ملكه، شرح كجك العديد من الروايات والأيات القرآنية التي تُوجه السلوك الجنسي للإنسان وفق منظومة التشريع الإلهي وتُهذب أخلاق الإنسان وتُحافظ على العفة والحياء لديه. وختم بالدعوة إلى الاستفادة من كل النصوص التشريعية والقيم الجمالية في النص الديني والخطابات الإرشادية في الروايات لمواجهة ذاك الخطر الداهم وتوسيع رؤية التربية على العفاف إلى مداها الأقصى وليس حصرها في الجسد والجنس وحسب.
واعتبر كجك أنّ العالم الغربي يشهد سقوطًا مدويًا في القضايا الجنسية بسبب بنيته الفكرية المادية المحض المتمحورة حول اللذة فقط ، من هنا تصبح الهوية الثقافية لدى الفرد الغربي هوية سائلة، هذه السيولة هي التي يتمتع بها عالم ما بعد الحداثة. وهي التي تجعل الإنسان كائنًا غير واضح المعالم، لايوجد في كل العالم الغربي من يستشرف هذه الأزمة كما قال كجك، والسبب يعود للنظرة الداروينية القائمة على تحقيق لذة الإنسان والحرية الفردية ووفق هذا الإطار تُطرح لديهم كل القضايا التربوية.
في المقلب الآخر عرض كجك للرؤية الإلهية القائمة على ثنائية الروح والجسد والتي تجسدها الأديان السماوية جمعاء. قائلًا إنّ هذه الثنائية هي التي تضبط سلوك الإنسان بشكل متوازن ، وهي الباعث على بلورة قضايا تربوية مرتبطة بالعفة والحياء، واصفًا الواقع الديني بالمنضبط وفق الحديث الشريف "حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة"، معتبرًا أنّه يحق لنا أن نعيد النظر في كل ما يتم استيراده من الغرب وعرضه على الكتاب المقدس كي يتاح لنا التعمق في في خفايا تلك القيم المستوردة ومجابهتها، واصفًا قضايا الجندرة بالقضايا الأيديولوجية وإن كان ظاهرها تربويًا، والصراع القائم بيننا وبينهم هو صراع في الأيديولوجية، تماما كما هو التمترس وراء التربية على الجنس أو التربية على العفاف هو تمترس وراء الأيديولوجية.
وقال لقد دعت التيارات النسوية في الغرب إلى التشكيك بالمرأة ككائن إنساني، وفق رؤية تقول إن المرأة تتم صناعتها في المجتمع وليس هناك شيء اسمه امرأة" وعليه لم يعد الأمر متعلقًا بالمرأة والرجل، بل بالجسد ومَن له الحق في السيطرة والتسلط على هذا الجسد، فالناظر إلى متاهات هذه الرؤية سيجد أن هناك مسخًا للإنسان وتغييرًا لفطرته السليمة ، بينما الإنسان في المخيال الإنساني والتراث هو مخلوق الله، لذا من حقنا أن نفتح باب التراث الفكري ونُعيد طرح الاصطلاح الذي نراه مناسباً في هذه المعركة القائمة .
تطرق كجك لقضية الجسد وفق الرؤية الإسلامية كاشفًا عن الآف الروايات التي تتحدث عن كيفية إدارة الجسد وفق تأصيل إلهي بحيث يصبح هذا الجسد هو المدخل الحقيقي للتدين وهو سفينة الإنسان نحو الله، فكل ما يتعلق بهذا الجسد هو خاضع للتشريع في ضبط سلوكيات الجنس وفق قوام العلاقة الزوجية التي تتميز بالثبات والاستقرار على مدى سنوات قديمة وهو استقرار تشريعي قيمي.
ورأى أن الصراع على الجسد يُظهر الظاهرة الثقافية للإنسان معتبرًا أنّ الهجوم الغربي على الحجاب يقع في هذا الإطار بهدف تدمير الهوية الثقافية للمرأة وسلبها ذاك الجسد.
داعيًا إلى ضبط الجسد ضمن منظومة قيمية دينية أخلاقية ، بحيث يصبح االبحث عن العفة والتربية على العفاف مرتبط بشكل أو بآخر بالجسد، متسائلًا من له الحق في السلطة على الجسد هل هو الفرد أم الله خالق ذاك الجسد، فالقضية قضية فلسفية عميقة تجعل سلطتنا على أجسادنا سلطة اعتبارية في موازة ملك الله وسلطته الكلية على ملكه، شرح كجك العديد من الروايات والأيات القرآنية التي تُوجه السلوك الجنسي للإنسان وفق منظومة التشريع الإلهي وتُهذب أخلاق الإنسان وتُحافظ على العفة والحياء لديه. وختم بالدعوة إلى الاستفادة من كل النصوص التشريعية والقيم الجمالية في النص الديني والخطابات الإرشادية في الروايات لمواجهة ذاك الخطر الداهم وتوسيع رؤية التربية على العفاف إلى مداها الأقصى وليس حصرها في الجسد والجنس وحسب.