الحرب كلها تدور حول عنوان كبير: هو الإرادة
مقالات وتحقيقات
2023-11-06

معلومٌ أن الحرب امتدادٌ للسياسة، لكن بوسائل عنيفة. والهدف من الحرب لا يكون في العادة تحقيق الإبادة، بل كسر إرادة العدو، وتحكيم إرادتك.
هكذا يتشكّلُ مفهوم النصر، ليس بناءً على الكلفة البشرية، بل على مقدار تعطيل عدوك عن تحقيق إرادته.
لذلك، فإن الكثير من الدول تهزم من دون حرب، فقط من خلال التلويح بالقوة، أو ما يوصف بأثر "وهج القوة".
هذه الحرب، أعلنت هوية المنتصرين فيها منذ اللحظة الأولى، وهي تُعلن هويتهم في كل لحظة، ومع كل إصبعين لأصغر طفلٍ ولأكبر عجوز، يبدوان من بين الركام.
وستنتهي الحرب، بإرادةٍ واحدةٍ منتصرة.
أما نهر الدماء التي يبرّدها غبار المنازل، ويشربها الأسفلت، فهو سيبتلعُ من أراقه.
سر الإرادة يكمن في النواة الخاصة، وللجماعات نواةٌ كما للأفراد، وهي فريدة وأصيلة لا تستنسخ.
إذا حميت نواتك الرافضة، ستحمي إرادتك. إنها فريدة كالبصمة، كلون العين، وهي تورّث، تنتقل تحديداً بالدماء.
لا تدمرها الطائرة ولا القذيفة، ولا قنبلة إلياهو النووية.
وهذه قيمة دمائنا اليوم، أنها تنقل الإرادة. ليست سدى.