تخطي مرحلة الإنفصال
مقالات وتحقيقات
2023-11-20

إن الاحباط والحزن هما شعور طبيعي بعد الانفصال، التعبير بالبكاء والكآبة والرغبة في الانعزال لفترة، ردة فعل طبيعية بعد الفراق لا يجب مقاومتها لأنها تعبير حقيقي أننا أحببنا بصدق.
ولكن هذه الفترة عليها أن تمر، وبعدها نعود من قلب الرماد كطائر الفينيق ونكسر روتين حياتنا ونكتسب عادات جديدة واسلوب حياة مختلف بعض الشيء حتى نتخطى هذه المرحلة بسرعة ممكنة.
للتخطي نوعان: عبر الوقت وعبر الوعي والإدراك
أنا عندما أترك نفسي للوقت فأنا هنا أخسر من صحتي النفسية والإجتماعية فكل ما طال الوقت ولم أتعلم من اخطائي وتجربتي إحتمال كبير أن أعود للخطأ ذاته بعد فترة؛ الوقت غير كفيل بإرشادي إلى السكة الصحيحة. أما النسيان بالإدراك والوعي فهو تقييم للعلاقة ومعرفة حجم الأخطاء والتعلم من التجربة، فأنا سأعرف وسأستذكر المشاكل والتراكمات التي قطعت بها العلاقة وسأجد أن قطعها كان خيراً لي لمعرفة أن الله يخبئ لي الأفضل بالتأكيد وهذه الفترة سأسميها الإستشفاذ الذاتي، أي أنا أعالج نفسي بنفسي. بالإدراك والوعي أكون قد وصلت إلى أول درجات التخطي، فبعد أن عرفت قيمة نفسي عبر تقييم اسباب الفشل وعرفت سبب الانفصال وقيمت أخطائي أنتقل لمرحلة التقبل ويعني أن أتقبل ان هذه العلاقة إنتهت فأعيد ترتيب حساباتي وأولوياتي والأهم أن أسعى لأن أفكر بإيجابية أي ان انتهاء العلاقة خيراً لي ولا أضع على عاتقي تحمل مسؤولية فشلها وأجلد ذاتي كي أبرر للشريك تصرفه لأن هذا يحملني طاقة سلبية ومشاعر حزن دائمة وأعزز شخصية وهمية لنفسي وأعززها بأفكار سامة بأنني لا أستحق الحب وليس لدي حظ وفير في الحياة؛ ودائماً تكون هذه التخبطات خاطئة غير صحيحة .أستطيع أن أكتب كل ما أشعر به على ورقة، مثلاً أكتب كل ما أحسّه وأشعر فيه وأقارن بين إحساسي والواقع الذي حدث بالفعل. مثال على ذلك: (أشعر أن هذا الشخص يحبني والواقع أنه استطاع ان ينفصل عني) وهكذا اقيم كل الامور التي اشعر بها وارى واقعها كي أصل لقناعة ان ليس كل ما اشعر فيه صحيح.
مـرحـلـة الـصـدمـة
أقصاها 3 أشهر كحد أقصى والتخطي قد يستمر لفترة 6 أشهر بعلاقة الصداقة او الحب أما الزواج فيحتاج عام على الأقل للقدرة على التخطي والانتقال الى علاقة او مرحلة جديدة .في حالة الزواج الوضع مختلف ، فبعد هذه المدة بعض الأزواج يعودون لإحياء العلاقة بعد أن تعلموا من اخطائهم ووجدوا انفسهم ما زال لديهم مشاعر حب تجاه الطرف الآخر، جب إعطاء فرصة للتفكير في اسباب فشل العلاقة الزوجية واذا كان هناك قدرة على الإصلاح خاصة ّا كان هناك أطفال، وبعد فترة العام إذا لاحظنا ان الافكار لم تتغير وأن الطرف آخر ما زال على موقفه وآرائه نكون قد اصبحنا جاهزين للانتقال الى علاقة جديدة . من اسباب الانفصال الانانية وعدم احترام الآخر وعدم تقدير العطاء والغيرة المعقولة وكذلك الارتباط بشخص نرجسي وسام سبب رئيسي في قطع العلاقة.
الــتــعافــي
أعرف أني تعافيت عندما أصل الى مرحلة اتكلم عن الشريك دون الم واتقبل لقائه بالصدفة دون ردة فعل سلبية، وكذلك عندما اكون قد اندمجت اجتماعياً بشكل ايجابي وعدت الى الحياة متقبلاً لعلاقة جديدة دون مقاطعة العلاقة السابقة.