حسين قاووق ومحمد دايخ... «تعا قلّن بيزعلو»
مقالات وتحقيقات
2023-01-24

نظراً إلى مدّة برنامج «Dr. Pam» القصيرة نسبيّاً، كان على LBCI البحث عمّا يملأ الشغور بعده، فوقع الخيار على قاووق ودايخ لتقديم برنامج «تعا قلّو بيزعل» (كلّ خميس الساعة التاسعة مساءً) من إنتاج شركة Shoot Productions التي يملكها الإعلامي فراس حاطوم (ظهر في الحلقة الأولى أيضاً). البرنامج الجديد مزَج بين المسرح الذي يتقنه الثنائي وبين الاسكتشات الكوميدية مثل تلك التي كانت تُعرض ضمن «شو الوضع» وقبلها على الإنترنت. هكذا، اعتمد قاووق ودايخ خشبة المسرح كاستديو يتواجد فيه الجمهور الذي يتفاعل معهما ومع الممثّلين الآخرين بمَن فيهم ضيف البرنامج الذي يؤدّي «تمثيلية» معهم، بالإضافة إلى عرض مشاهد مصوّرة خارج المسرح تتضمّن الشخصيات الكوميدية التي اشتهر الثنائي بتأديتها.
إذَن، يمكن وصف البرنامج الجديد بأنّه «كوكتيل من جميعو»، ما يشكّل نقطة قوّة وضعف في آن. توليفة مماثلة تُعتبر فكرة إبداعية تتطلّب مجهوداً فكريّاً لا يقدر عليه أيّ كان لإعداد المحتوى، بالإضافة إلى «عصرنة» طريقة استضافة الضيف التي تستدعي تحضيراً مسبقاً. في المقابل، قد «يضيع» المُشاهد بسبب «الخلطة» هذه، وقد تتشتّت «هوية» البرنامج الفنّية والكوميدية إلى هويات متعدّدة لا تمتلك القدرة على استبقاء الجمهور لحلقات كثيرة. أي أنّ التماسك والتناغم والتناسق عنصر أساسيّ في جذب الأنظار. رغم إمكانية وجوده في هذا البرنامج، إلّا أنّها صعبة خصوصاً إذا ما أريدَ له الاستمرار طويلاً. لكنّ الثابت هو عامل السخرية والنقد السياسي الاجتماعي الذي برهن الثنائي أنّه حاضر معهما دائماً مهما اختلف نوع المحتوى وشكله.
في الحلقة الأولى من «تعا قلّو بيزعل»، حلّ الإعلامي جاد غصن ضيفاً ومثّل مشهداً على المسرح، كما أسلفنا عن «عصرنة» طريقة الاستضافة. كان واضحاً حسّ الفكاهة عند غصن، حتى في ما خصّ التهكّم الذي طاوله نفسه، وهو أمر جيّد طبعاً بما أنّ الكوميديا الساخرة (satirical comedy) تبدأ من الذات قبل أن تنتقل إلى الآخرين. لكن هنا بيت القصيد، إذ إنّ مبالغة حسين قاووق ومحمد دايخ في السخرية من الذات انعكس رأياً سياسيّاً واحداً بدا طاغياً طوال الحلقة، أي بخلاف أعمالهما السابقة التي ــ ولو تضمّنت سخرية من الذات أيضاً ـــ أتت «مدوزنة» بعض الشيء. في النتيجة، عُرض اسكتش يسخر من «اللغة الشيعية»، ما انعكس حملة على مواقع التواصل لنا عودة إليها.
بشكل عام، هناك إمكانية لنجاح «تعا قلّو بيزعل» مثلما فعل «شو الوضع» في الفترة القصيرة التي عُرض فيها، خصوصاً إذا ما بقي عرضه و«Dr. Pam» متتاليَين في الليلة نفسها. لكنّ الشرط المتمثّل في عدم تمرير الرسائل السياسية حاضر دائماً. وإذا كان حسين قاووق ومحمد دايخ يريدان النجاح للبرنامج الجديد، فأصبح عليهما الآن إثبات نفسَيهما في هذا الشقّ وإعادة ثقة الجمهور بعد الحملة التي قد تؤثّر على فهم الجمهور لسياستهما، بغضّ النظر عن صحّته من عدمها.