مجزرة باص النبطية: «هدية» العدوّ للأمهات
اخبار النبطية
2022-03-22

تكره مريم حطيط عيد الأم، على غرار كثيرات من أمهات الجنوب. تحييه، كما تفعل مساء كل يوم، بين صور طفلتها الشهيدة زينب والشظايا التي لا تزال تنتشر في أجساد أبنائها كرم وخضر وقاسم. قبالة منزلها في النبطية، تلوح أطلال موقع الدبشة. كانت مريم مربية في حضانة للأطفال تقع بالقرب من موقع المجزرة. عند اشتداد القصف، انشغلت مريم بتهدئة روع الأطفال. في قرارة نفسها كانت تدعو الله بأن يحمي أطفالها، ظَناً منها بأنهم لا يزالون في المدرسة. عندما تسلّم جميع الأهل أولادهم، عادت إلى منزلها سيراً على الأقدام وانتظرت عودة أطفالها. من شرفة منزلها، شاهدت الباص المستهدف، واكتشفت أنه باص أطفالها. هرعت نحوه لتجده خالياً منهم ومليئاً بالدم والحقائب الممزّقة. اصطحبها المارة إلى مستشفيات النبطية التي استقبلت الضحايا. وجدت زينب الشهيدة في مستشفى وخضر وقاسم الجريحين في مستشفى آخر. أما كرم، فقد نُقلت إلى مستشفى في صيدا لخطورة إصابتها.