بكركي ربحت الساعة... وخسرت الوطنية وبري لهم بالإنتظار!

خاص "موقع النبطية"

انتهت عاصفة التوقيت في لبنان بعد قرار مجلس الوزراء العودة إلى التوقيت الصيفي بعد 48 ساعة بدءاً من ليل الأربعاء الخميس.
إلا أن تداعيات الموضوع لن ينتهي مع التحول الى التوقيت الصيفي، خاصة وان البطريركية المارونية أعلنت الانتفاضة السبت، واكدت في سابقة لم تحصل من قبل أنها ستخالف القرار الذي وصفته بأنه «مفاجئ»، وأكدت أنها ستقدم التوقيت ساعة مساء السبت، فيما أعلنت مؤسسات وأحزاب ومدارس مسيحية ووسائل إعلام خططاً مماثلة.
وعليه عملت بكركي على الانقسام والشرخ الوطني بشكل مباشر، واختصر الموقف امام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق بقوله "أما كان جديراً بغبطته أن يعالج إشكال التوقيت بغير البيان الذي أصدره.. ويجنب البلاد عاصفة طائفية تتناقلها بأشكالٍ وتعابير مختلفة وسائل التواصل على امتداد مساحة الوطن مكرسةً بذلك اصطفافاً طائفياً غير مسبوق؟".

سقطوا في فخ الطائفية

وفي السياسة، لم ينقطع رئيس مجلس النواب نبيه بري منذ خطابه الشهير في 31 آب المنصرم على المناداة برئيس وطني يجمع ولا يفرق، وبعد تحييده الترشيح غير الجدي للنائب ميشال معوض بعد تصريح "الانبوب" الأخير، وقطع الطريق امام قائد الجيش جوزيف عون بعدم تعديل الدستور للتمديد للواء عباس ابراهيم، ها هو اليوم الرئيس بري يقطع الطريق امام مرشحي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل "غير الوطنيين" بعد الخطابات الطائفية التي وصلت الى حد الجنون و"الفدرلة".

وعليه، بعد الخطابات التي انطلقت في الساعات الماضية، كيف سيستطيع اي مرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية من فريق التيار الوطني الحر او القوات اللبنانية بتقديم ترشيحه على اساس وطني؟ وبعد حادثة التوقيت باتت الخيارات الوطنية تضيق على مقاس رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية الذي يمكن ان يمثل حلقة الوصل الوطنية، كي تعود رئاسة الجمهورية الى دورها الطبيعي في الجمع، لا ان تكون مدخلا للتقسيم في لبنان.

معايير الربح والخسارة

مصادر مطلعة أكدت بأن هذه الصرخة لم تكن فقط وليدة التوقيت، بل لها تداعيات جراء الاتفاق الايراني السعودي في المنطقة، والذي اعتبره جزء من المسيحيين انه سيكون على حسابهم، لا سيما اثر موقفهم المعادي لايران والخصومة "القاسية" مع حزب الله، ومع الاتفاق الذي حصل والتسوية القادمة يريدون حجز مقاعد لهم.
واوضحت المصادر بأن "بكركي المنادية بالدولة، والتي تحارب الدويلة، تصرفت وكانها دولة خارجة الدولة، ولم تعد المنبر الصالح الذي يدافع عن الدولة وقراراتها ليس بسبب الاعتراض المحق على التوقيت، وانما بالطريقة التي تم العمل عليها والانقسام الطائفي وحالة العصيان التي حصلت، مع العلم بان التوقيت لم يكن موجها ضد المسيحيين بل هو اجراء لتخفيف الصيام عن المسلمين ليس الا".
وعليه، كل ما حصل سيكون له تداعيات في السياسة في الساعات القادمة، لا سيما في ملف رئاسة الجمهورية، خاصة بعد قطع باسيل "شعرة معاوية" مع الجمهور المسلم، وغرد بعيدا في شد العصف الطائفي والمذهبي، وهو ما لم يذهب اليه حتى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اكتفى ببيان.
مصادر صحفية لفتت الى ان تسريب الفيديو كان مقصودا، وعمل بري على احراق المرشحين دفعة واحدة، وتعبيد الطريق الى بعبدا امام مرشحه سليمان فرنجية.