تحرك اميركي جديد باتجاه السعودية لتعطيل تدخل الصين في الشرق الاوسط

عمر عبد القادر غندور

على وقع المصالحة السعودية الايرانية التي رعتها الصين في وقت سابق والتي اسست لعلاقات طبيعية بين الدولتين، سارعت الولايات المتحدة الى ارسال السيناتور الجمهوري لندسي غراهام الى الرياض، لتهميش الدور الصيني في ملف الاتفاق الايراني السعودي، ولتعطيل عودة سورية الى الجامعة العربية وتراجع السعودية عن شراء السلاح الروسي وتجميد هذه الاتفاقيات فورا، وتحذير مبطن للسعودية من الانضمام لمجموعة دولة البريكس ومنظمة شنغهاي، والطلب من السعودية تقنين العلاقات الاقتصادية الى الحد الادنى، وتعطيل اشعار شركة ارامكو السعودية للمشتقات النفطية ومن بينها تسديد ثمن النفط السعودي لمصارف سعودية وشطب ارقام الحسابات للمصارف الاجنبية وحصرية الدفع للمصارف السعودية. ونشرت CNN صباح الثلاثاء 17 الجاري ان السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام يسعى لتطوير العلاقات بين اميركا والسعودية ما سيقود الى اعتراف الرياض باسرائيل وذلك في اجتماع اجراه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو يوم الاثنين الماضي والذي اكد على ان تطبيع العلاقات مع السعودية سيكون له " نتائج هائلة" على الصعيدي الاقليمي والدولي . وقال السيناتور غراهام لنتنياهو، حسب مقطع فيديو، يجب ان نفعل ذلك بطريقة تطمئن اصدقاءنا في اسرائيل.

وتابع السيناتور غراهام قائلا لولي العهد السعودي ان الوقت الامثل لتطوير علاقاتنا هو الان.

بدوره قال نتنياهو : يمكن لهذه الاتفاقية ان تحمل نتائج هائلة بالنسبة لاسرائيل والسعودية والمنطقة والعالم لذلك فنحن نرحب بالمشاركة الاميركية من جانب الرئيس بايدن الى جانب الدعم الذي يقدمه طرفا الكونغرس.
وكان قد التقى غراهام بولي العهد السعودي خلال زيارته للمملكة يوم الاربعاء الماضي واشار الى انه اجرى معه "اجتماعا مثمرا" وعبر عن تطلعه لنقل العلاقات الاميركية السعودية الى مستوى جديد (حسب CNN)
وتأتي هذه التصريحات الاميركية الاسرائيلية وخاصة بعد ان بلع السيناتور غراهام تصريحات سابقة قال فيها : سيكون هناك تسونامي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ضد السعودية، بعد مقتل الصحافي جمال الخاشقجي.
ولم يشر غراهام الى اتهاماته لولي العهد السعودي بعد لقائه لولي العهد السعودي .

والمعروف ان السعودية لم تنضم لاتفاقات "ابراهام" التي تم بموجبها تطبيع علاقات اسرائيل مع الامارات والبحرين 2020.

والواضح من هذه التطورات ان الولايات المتحدة بعد المصالحة السعودية الايرانية برعاية صينية، تريد ان تعطل هذا التوجه وان توقف مسيرة التاريخ وسنة التغيير لمصلحتها ومصلحة اسرائيل.

رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في 2023/4/18