كيف نقلّل من خطر الإصابة بالخرف في مُنتصف العمر؟
اخبار حول العالم
2023-05-11

واقترح العلماء أن «الفجوة الرقمية» قد تكون بسبب تحفيز الإنترنت للدماغ للحماية من التدهور. وتاريخيا، ابتعد كبار السن عن استخدام الإنترنت مقارنة بغيرهم الأصغر سنا. لكن ظهور الهواتف الذكية يعني أن المزيد من الأشخاص في سنواتهم الأخيرة يدخلون إلى الويب.
وفي أحدث دراسة، أجرى الباحثون استطلاعا للمشاركين بين عامي 2002 و2018 حول استخدامهم للإنترنت. وسُئل كل منهم: «هل تستخدم شبكة الويب العالمية أو الإنترنت بانتظام لإرسال البريد الإلكتروني وتلقيه أو لأي غرض آخر، مثل إجراء عمليات شراء أو البحث عن معلومات أو إجراء حجوزات سفر؟». وتبين أن أولئك الذين أجابوا بـ «نعم» يعتبرون مستخدمين عاديين، بينما أولئك الذين قالوا لا يعتبرون مستخدمين غير منتظمين. وتم بعد ذلك مسح المشاركين كل عامين حتى عام 2018 مع تحليل النتائج. ولم يكن أي من المشاركين مصابين بالخرف في بداية الدراسة، ولكن في النهاية تم تشخيصه في 1183 شخصا - أو ما يقرب من خمسة في المئة من المشاركين.
وفي المجموعة الذكية على الإنترنت، تم تشخيص 224 من أصل 10333 مشاركا بالخرف (1.5% من المجموع). وفي المجموعة الأخرى، أصيب 959 من أصل 7821 مشاركا (10.45%) بالمرض. وتم تعديل العلماء لعوامل الخطر الأخرى بما في ذلك التعليم والمجموعة العرقية والجنس والجيل وعلامات التدهور المعرفي. لكنهم ما زالوا يجدون أن أولئك الذين يستخدمون الإنترنت بانتظام لديهم خطر أقل بنسبة 50% للإصابة بالخرف. ولم يتكيفوا مع عوامل أخرى مثل التدخين والشرب والسمنة، والتي من المعروف أنها تزيد من خطر الإصابة بالخرف.
واقترحت الأبحاث السابقة أيضا أن استخدام الإنترنت يمكن أن يقي من الخرف عن طريق تحفيز الناس على تعلم مهارات جديدة وتقليل الشعور بالوحدة.
وفي تجربة ثانية، وجد فريق جامعة نيويورك أيضا أن ساعتين من استخدام الإنترنت يوميا بدت مثالية لدرء التدهور المعرفي لدى كبار السن. وفي هذا الجزء من الدراسة، نظروا في مجموعة فرعية من 4000 مشارك في عام 2013 سُئلوا عن عدد المرات التي استخدموا فيها الإنترنت. وأظهرت النتائج أن أولئك الذين استخدموه لمدة تصل إلى ساعتين في اليوم كانوا أقل خطرا، في حين أن أولئك الذين يستخدمون الإنترنت لأكثر من ثماني ساعات لديهم أكثر من ضعف المخاطر. وفي الطرف الآخر من المقياس، فإن أولئك الذين كانوا متصلين بالإنترنت في أي وقت تقريبا كانوا معرضين لخطر الإصابة بالخرف بنسبة 67٪.
وتشمل قيود الدراسة أنها كانت قائمة على الملاحظة، ما يعني أنها لا يمكن أن تثبت أن استخدام الإنترنت مرتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بالخرف. كما اعتمدت أيضا على قيام المستخدمين بالإبلاغ الذاتي عن استخدامهم للإنترنت، والذي قد يختلف بشكل كبير بين المشاركين.