سيكون يوم الثلاثاء المقبل الواقع في 5 تشرين الثاني، هو اليوم الحاسم لمعرفة هوية ساكن البيت الأبيض خلال السنوات المقبلة.
وقد اعتاد الأميركيون منذ أكثر من قرن ونصف على اعتماد أول يوم ثلاثاء من شهر تشرين الثاني لانتخاب الرئيس. لكن قبل ذلك، اتجه الأميركيون لاختيار أيام عديدة للإنتخاب فخلال الانتخابات الرئاسية الأولى بتاريخ البلاد، التي ترشح فيها جورج واشنطن وحده، أقيم هذا الاستحقاق على طول الفترة الممتدة بين يومي 15 كانون الاول و7 كانون الثاني 1789.
ثم سمح للولايات الأميركية لاحقاً بإجراء الانتخابات في أي وقت تريده خلال فترة 34 يوما، قبل أول يوم أربعاء من شهر كانون الاول.
الا أن هذا النظام المعتمد أظهر حينها العديد من العيوب، حيث أثرت معرفة نتائج التصويت المبكر بشكل كبير على نسب الإقبال والرأي العام في الولايات التي أجريت فيها الانتخابات بشكل متأخر.
من جهة ثانية، كان بإمكان هؤلاء الناخبين الذين يصوتون في اللحظات الأخيرة تحديد نتيجة الانتخابات بأكملها ببعض الأحيان. ولوضع حد لهذه الشوائب، أقر الكونغرس الأميركي قانونا فيدراليا حدد عبره يوم الانتخابات المعروف حاليا.
فوقع الإختيار على أول يوم ثلاثاء من تشرين الثاني بسبب تركيبة المجتمع الأميركي الذي كان أغلبه من المزارعين. فبسبب تواجدهم بمواقع بعيدة عن مراكز الاقتراع، احتاجوا ليوم على الأقل للتنقل والإدلاء بأصواتهم.
وأثناء بحثهم عن اليوم المناسب للإنتخاب، أكد المشرعون ضرورة توفير يومين قبل يوم الإنتخاب لمساعدة الناخبين على التنقل.
وفي غضون ذلك، اعتبر المشرعون عطلة نهاية الأسبوع غير ملائمة بسبب تواجد أغلب الأميركيين في الكنائس يوم الأحد.
وقد بدأ التصويت بهذا اليوم لأول مرة خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 1848 وانتهت بفوز مرشح اليمين زاكاري تايلور (Zachary Taylor). فضلا عن ذلك، وصف يوم الأربعاء باليوم السيء بسبب تواجد المزارعين في الأسواق.
ومع أخذ كل هذه العوامل بعين الاعتبار اتفقوا على اعتماد يوم الثلاثاء. من جهة ثانية، اختار المشرعون شهر تشرين الثاني لأغراض ارتبطت بالمزارعين أيضا، مفضلين الابتعاد قدر الإمكان عن الربيع وأوائل الصيف خوفا من تداخل الانتخابات مع موسم الزراعة.
كما حبذوا عدم تحديد الانتخابات ما بين أواخر الصيف وأوائل الخريف بسبب موسم الحصاد، لهذا تم اختيار شهر تشرين الثاني الذي يقع بعد موسم الحصاد وقبل بداية الطقس الشتائي البارد.