عقدت لجنة متابعة “المؤتمر العربي العام” التي تضم الأمناء العامين “للمؤتمر القومي العربي” و”المؤتمر القومي الإسلامي” و”المؤتمر العام للأحزاب العربية”، و”مؤسسة القدس الدولية”، و”الجبهة العربية التقدمية”، وممثلي هذه الهيئات، اجتماعها الاسبوعي برئاسة خالد السفياني، وناقشت الأوضاع العربية ولا سيما قضية الصراع العربي – الاسرائيلي وتطوراته.
وتوقف المجتمعون في بيان على الاثر، أمام إعلان حركة “حماس” عن استشهاد رئيس أركان “كتائب القسام” محمد الضيف (أبو خالد) ورفاقه، ورأوا في “هذا الاستشهاد تأكيدا على أن المقاومة بقادتها ومقاتليها وشعبها شاركت ببسالة أسطورية وشجاعة استثنائية في مواجهة هذا العدوان الوحشي، وتمكنت بوحدتها من إفشال مخططاته وأهدافه وتحقيق الانتصارات”.
وبارك المؤتمر “للشعب الفلسطيني وللأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم، اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنجزته المقاومة الفلسطينية في غزة، والذي لم يكن ليحصل لولا ثبات وصمود المقاومة والشعب الفلسطيني، حيث تم إفشال العدو من تحقيق أهدافه التي أعلنها من بداية العدوان، بل تم إخضاعه لشروط المقاومة في نفس الوقت”.
وأشاد بـ”الإنجازات العظيمة التي حققتها المقاومة على مستوى إطلاق عدد كبير من أسرانا الأبطال، وكذلك عودة النازحين وانسحاب العدو من معظم قطاع غزة”، مشيدا بـ”المشاهد التي تظهّرها المقاومة خلال إطلاق سراح الأسرى الصهاينة، والتي ترسخ قوة المقاومة وحضورها على كافة المستويات”، داعيا الى “مواكبة هذا الانتصار العظيم بمزيد من الدعم والإسناد والتضامن”.
وشدد على أن “العملية العدوانية الصهيونية على الضفة الغربية، وخصوصا في شمالها، ستنكسر على صخرة صمود وعزيمة المقاومة والشعب كما حصل في غزة”، داعيا “جميع مكونات الشعب الفلسطيني في الضفة بما فيها أجهزة السلطة الأمنية، إلى الانخراط في مقاومة العدوان الصهيوني ومشاريعه الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية”.
وإذ أشاد بـ”الجهود الهادفة إلى توحيد الصف الفلسطيني، ومن ضمنها الاجتماعات التي حصلت في الدوحة والقاهرة”، دعا “الجميع إلى التجاوب مع هذه الجهود للوصول إلى إنهاء الانقسام والتوصل إلى استراتيجية وطنية لاستثمار انتصار “طوفان الأقصى” من جهة، ومواجهة التحديات بعد اتفاق وقف إطلاق النار من جهة ثانية”.
ورفض “أي مشروع يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من وطنهم”، منددا “بشدة بما ورد على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبمشروعه الهادف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن”، محذرا من “المخاطر الاستراتيجية لهذا المشروع”.
وحيا المؤتمر “موقف شعبنا الفلسطيني من هذا المشروع وخصوصا أبناء شعبنا في غزة، ورفضهم لمشروع ترامب الذي عبروا عنه بشكل عملي في عودتهم الميمونة إلى أحيائهم السكنية في مناطق غزة المختلفة”، معتبرا ان “عودة أهالي شمال قطاع غزة رغم العوائق والتحديات تمثل انتصارا يستحق كل التقدير”.
وأثنى على “الموقف الصريح والسليم لمصر والأردن الرافض بجلاء ووضوح لمشروع ترامب، وتأكيدهما على حق الفلسطينيين بالعيش في وطنهم، ودعمهما لهذا الحق”، مثمنا “مواقف الأحزاب والقوى السياسية والهيئات الشعبية والنقابية في مصر والأردن الرافضة لمشروع التهجير، والداعمة للحقوق الفلسطينية”.
ودعا إلى “إسناد شعبي عربي واسع لتعزيز صمود الفلسطينيين على أرضهم ووطنهم، ولحماية هذا الصمود في مواجهة كل مشاريع الاحتلال وداعميه”.
وثمن المؤتمر “وعي مواطني الجنوب اللبناني وبسالتهم وتمسكهم بأرضهم”، مؤكدا أن “عودتهم إلى مدنهم وقراهم في الجنوب والتضحيات الكبيرة التي قدموها من أجل تلك العودة ودفعوا من اجلها دماءً عزيزة غالية، هي نصر شعبي مجتمعي استراتيجي، يؤكد قدرة المجتمع اللبناني على انتهاج وسائل متعددة تناسب كل ظرف وحال”، مبديا دعمه “الكامل لتمسك شعبنا في الجنوب اللبناني وعلى أدواره التاريخية في مقاومة الاحتلال الصهيوني عبر عقود من الزمن بثبات ورسوخ وإقتدار”.
وحمل “الولايات المتحدة الأمريكية وكل أعضاء اللجنة الخماسية المسؤولية عن عدم التزام الصهاينة بتنفيذ بنود الاتفاق مع لبنان وما يترتب على ذلك، كون الولايات المتحدة هي التي رعت هذا الاتفاق”، مطالبا بـ”الانسحاب الفوري لجيش العدو الصهيوني من ارض الجنوب المحتل”.
وجدد ثقته بـ”المقاومة التي أثبتت منذ انطلاقتها قدرتها على مواجهة التحديات والاعتداءات وتحقيق الانتصارات، وتطهير الأراضي اللبنانية والفلسطينية من رجس الاحتلال الصهيوني الغاصب”.
وأبدى اعتزازه بـ”الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل العودة إلى منازلهم في الجنوب المقاوم”، وتمنى للأسرى “عودة آمنة وعاجلة إلى فضاء الحرية”.
وذكر البيان أن “المؤتمر يتابع منذ اليوم الأول العدوان على السودان وشعبه الذي تم تنفيذه عبر ميليشيا الدعم السريع في 15 نيسان/أبريل عام 2023، وما ترتب على هذا العدوان من دمار للبنية التحتية وتقتيل للأبرياء ونهب ممنهج لممتلكاتهم”.
وحذر من “أي محاولة خارجية تسعى إلى إعادة السودان إلى المربع الأول في هذا الصراع على حساب وحدته وهويته ودوره العربي والإسلامي والأفريقي الهام”، داعيا إلى “أوسع دعم شعبي ورسمي عربي للسودان في مواجهة العدوان الاقليمي المرعي دوليا عليه”.

