أثارت تصريحات رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق، وليد جنبلاط، خلال مقابلة له مع قناة “العربي”، موجة من الجدل وردود الفعل، حيث تناول فيها التطورات في المنطقة، دور حزب الله، إسرائيل، الولايات المتحدة، وإيران، مشيراً إلى أن “المنطقة دخلت في العصر الإسرائيلي منذ اجتياح العراق”، وأن “ميزان الردع الذي كان يتغنى به حزب الله قد سقط”، معتبراً أن “الحزب انتهى عسكرياً ولم يعد قادراً على المواجهة، رغم احتفاظه بحاضنته الشعبية”.
جنبلاط رأى أيضاً أن “الهلال الإيراني قد انهار، وبرز بدلاً منه هلال إسرائيلي يتمدد عبر استغلال الانقسامات الطائفية والمذهبية والقبلية في لبنان وسوريا والعراق”، واعتبر أن “الحرب قادمة لأن نتنياهو وترامب يريدانها”، مؤكداً أن “اتفاقية كامب ديفيد أنهت الأمن القومي العربي”، داعياً إلى “العودة إلى اتفاق الهدنة عام 1949 مع إسرائيل، دون الذهاب إلى التطبيع”.
وحول سلاح حزب الله، قال جنبلاط إن “شروط المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، مثل تفكيك سلاح حزب الله، مستحيلة التطبيق”، مشيراً إلى أن “لا أحد يعرف أماكن كل سلاح الحزب”، متسائلاً عن “الدعم المفقود للجيش اللبناني، في ظل غياب الإصلاحات وخلط الأمور بين السياسة والاقتصاد والدفاع”.
في ردّ لاذع وساخر، علّقت المبعوثة الأميركية السابقة إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، على تصريحات جنبلاط عبر منصة “X” بكلمة واحدة مثيرة للجدل:
“Crack is whack, Walid.”
أي ما يُترجم مجازاً إلى: “تعاطي الكراك مدمّر يا وليد”.
وجاء تعليقها كاستهزاء مباشر بتصريحات جنبلاط، معتبرة أنها غير واقعية ومليئة بالتناقضات والخيال السياسي، في خطوة عكست تصعيداً في الخطاب الأميركي غير الرسمي تجاه مواقف بعض الأطراف اللبنانية من الملفات الإقليمية.
الرد الأميركي بهذا الأسلوب أثار موجة تفاعل كبيرة على وسائل التواصل، بين من اعتبره تجاوزاً للغة الدبلوماسية، ومن رأى فيه تعبيراً عن مدى رفض واشنطن للمقاربات التي تبرر بقاء السلاح خارج إطار الدولة، أو تضع الولايات المتحدة في خانة المسؤولية عن تدهور الأوضاع في لبنان والمنطقة