يستمر الخبراء في المواجهات العسكرية يدرسون الحرب الإيرانية-الإسرائيلية أو “حرب 12 يوما” بسبب ما حملته من جديد، ومن ضمن الخلاصات الرئيسية هو أن المنتصر الحقيقي سيكون هو الذي سيصمد لآخر لحظة وليس من سيضرب بقوة.
واندلعت الحرب بين الطرفين ما بين 13 الى 25 يونيو الماضي، وهي أول مواجهة بين إيران والكيان الإسرائيلي، وحملت الجديد لأنها بين طرفين متباعدين جغرافيا وتفصل بينهما دول، علاوة على مواجهة بين الصواريخ الباليستية والفرط صوتية ممن نوع فاح وسجيل وعماد في مع المقاتلات الشبحية الأمريكية من نوع إف 35 التي تمتلك منها إسرائيل العشرات.
وتوجد صعوبة في تقييم دقيق لحرب “12 يوما” بحكم أن الطرفين يخفيان الخسائر الحقيقية، لاسيما الجانب الإسرائيلي، حيث اعتاد الكيان الكشف عن الخسائر بعد مرور مدة زمنية، ويحدث عبر تسريبات للصحافة. وتشير الصحافة الدولية ومنها الأمريكية أن الخسائر كانت كبيرة في الجانب الإسرائيلي، وبدوره اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه الأسبوع الماضي أن ضربات إيران خلال الأيام الأخيرة من الحرب كانت قوية.
في هذا السياق، يلفت الموقع العسكري الفرنسي “ميتا ديفانس” في تحليل نُشر مؤخراً إلى أن من أبرز ما كشفته هذه الحرب هو الطريقة التي أنهكت بها إيران أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي، عبر إطلاق صواريخ غير معروفة القدرة التدميرية، ما يثير التساؤل: هل الهدف منها مجرد استنزاف الدفاعات، أم ضرب أهداف استراتيجية حقيقية؟ ويُشير التحليل إلى أن أنظمة الدفاع الجوي، التي تصل كلفة كل صاروخ اعتراضي فيها إلى أكثر من مليون دولار، قد تُستخدم لإسقاط صواريخ قد تكون فارغة من المواد المتفجرة، ما يعني أن صواريخ باهظة الثمن قد تهدر مقابل مقابل هدف وهمي أو مزيف.
في الوقت ذاته، يبرز الموقع العسكري ما إذا كانت هذه الحرب الصاروخية أو الرد الإيراني يهدف الى تحقيق نصر تكتيكي، أم سعى إلى اختبار عمق الدفاعات المعادية حتى الإنهاك؟ وينتهي الى خلاصة مفادها أنه في عصر الصواريخ شبه الباليستية، والطائرات المسيّرة زهيدة الثمن، واعتراضات تكلف ملايين الدولارات، قد لا يكون النصر من نصيب من يضرب بقوة أكبر، بل لمن يصمد لوقت أطول.
وعلى ضوء هذه الدراسة، تبين بالملحوظ أن مسار “حرب 12 يوما” كانت تسير نحو حرب طويلة كان سينتصر فيها القادر على الصمود. ورغم القوة النارية لإسرائيل بفضل الطائرات المقاتلة، كانت الحرب تسير لصالح إيران بحكم الصواريخ والقدرة على الصمود. وتاريخيا، انخرطت إسرائيل في حروب قصيرة باستثناء قطاع غزة، بينما إيران حاربت لسنوات قاربت العقد ضد العراق، وتعرضت لحرب من نوع آخر وهي الحصار، وهذا جعلها مرشحة للصمود أكثر وتحقيق النصر التكتيكي.