رأى رئيس الهيئة التنفيذية لحركة “أمل” مصطفى الفوعاني خلال ندوة فكرية عبر تطبيق zoom لمناسبة “يوم الارض والقضية الفلسطينية”، ان “المناسبة تلتقي مع شهادة الامام علي بن ابي طالب حيث شكلت هذه الشهادة عنوان حياة وانتصار ما زلنا ننهل من معينه، انتصار على الانانيات والرؤية الضيقة، وانطلاق إلى رحاب الإنسانية في موكب الشهادة التي انتصرت. والامام علي أبى أن يبيت شبعان فيما هناك جائع، تقرّب إلى الله لا بالعبادة فحسب، بل من خلال خدمة المجتمع وفي التخفيف عن المتعبين، واقصاء أصحاب المصالح ولو كانوا ذوي قربى، سعى إلى اصلاح حقيقي انطلق من ذاته وعممه على الجميع، ولذلك تآمروا عليه، فقال: “لم يترك لي الحق صاحبا”. ولعل الحاكم إذ يتخذ درسا واحدا من مدرسة الإمام علي فتفيض الخيرات وينثر القمح على رؤوس الجبال، فلا يجوع الطير في ولايته، ويغدو منطق الحق والحقيقة لا منطق الاستقواء والاستزلام”.
وأشار الى ان “يوم الأرض يوم الكرامة والشرف، متحديا سياسة التهويد وقضم الأراضي في 30-03-1976 هبت الجماهير الفلسطينية في مدن وقرى ال 48 في عرابة وسخنين، وكفركتا، وشفا عمرو والناصرة لتعلن للعالم والمحتل ان الشعب واحد والأرض الفلسطينية واحدة من خلال الشهداء الذين أصبحوا رمزا للوحدة والعطاء وان فلسطين موحدة من النهر الى البحر. و انّ ما يحصل اليوم، يؤكد اكثر، صوابية خياراتنا، يومَ كان الامام الصدر يحذر من الخطر الوجودي للكيان الصهيوني، وهذا ما أرساه ميثاق حركة امل في المبدأ السادس: فلسطين، الأرض المقدسة، التي تعرضت ولم تزل لكل أنواع الظلم، هي في صلب حركتنا وعقلها وأن السعي لتحريرها أولى واجباتنا وأن الوقوف إلى جانب شعبها وصيانة مقاومته والتلاحم معها شرف الحركة وإيمانها، سيما وأن الصهيونية تشكل الخطر الفعلي والمستقبلي على لبنان، وعلى القيم التي نؤمن بها وعلى الإنسانية جمعاء، وإنها ترى في لبنان بتعايش الطوائف فيه تحدياً دائماً لها ومنافساً قوياً لكيانها”.
وقال: “حركة أمل ملتزمة قضية فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وتتطلع الى ضرورة اعتماد المقاومة ورفض كل اشكال التطبيع مع هذا العدو الغاشم، وتشكيل جبهة واسعة عربية وعالمية، واسلامية -مسيحية، ولاسيما بعد طوفان الأقصى الذي يصبو للحفاظ على وهج القضية وتأكيد أحقية الشعب الفلسطيني بأرضه، وعاصمتها القدس الشريف، يوم اعلن الرئيس نبيه بري في كل المناسبات وفي كل القمم: “لم يعد يجدي الا المقاومة والمقاومة فقط،هي السبيل الوحيد لاستعادة الحقوق وحفظ الكرامات.”
ولفت الى ان “العدوانية الإسرائيلية المتمادية تؤكد سقوط خيارات التطبيع”، وحيّا “شهادات الدماء التي ارتقت في فلسطين الى مستوى المواجهة عن الأمة”، مؤكدا ان “شهداء فلسطين يرسمون معالم الانتصار الآتي وأن ازمة العدو تتجلى بجنون آلة عدوانيته في مواجهة من لا يملكون الا ايمانا مطلقا بأحقية قضيتهم”.
وحيا “شهادة المجاهدين في لبنان الذي يمثّلون روح المقاومة الحقيقية وصدى فكر الامام موسى الصدر إسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام، وهم باستـشهادهم يذودون عن كل الوطن”.
وانطلق من عناوين ثلاث لمقاربة القضية الفلسطينية وقضية القدس “من رؤية متكاملة واستراتيجية عميقة وردت في الميثاق ومن رؤية الامام الصدر والرئيس نبيه بري”.
وقال: “في الميثاق، ورد في المبدأ السادس فلسطين، الأرض المقدسة، التي تعرضت ولم تزل لكل أنواع الظلم هي في صلب حركتنا وعقلها وأن السعي لتحريرها أولى واجباتنا وأن الوقوف إلى جانب شعبها وصيانة مقاومته والتلاحم معها شرف الحركة وإيمانها، سيما وأن الصهيونية تشكل الخطر الفعلي والمستقبلي على لبنان وعلى القيم التي نؤمن بها وعلى الإنسانية جمعاء، وإنها ترى في لبنان بتعايش الطوائف فيه تحديا دائما لها ومنافسا. وفي الميثاق الحركي شرح واف لخطر الصهيونية على العالم بقراءة عميقة وتحليل واف،يشكل رؤية متكاملة واستراتيجية”.
أضاف: “في رؤية الامام موسى الصدر، عقد الامام موسى الصدر عشرات اللقاءات والندوات مستحضرا القدس الشريف وفلسطين عقلا وفكرا واحتضانا للمقاومة الفلسطينية: “القدس هي قبلتنا وملتقى قيمنا وتجسيد وحدتنا ومعراج رسالتنا، إنها قدسنا وقضيتنا. حياتنا من دون القدس مذلة. شرف القدس يأبى ان تتحرر إلا على أيدي المؤمنين الشرفاء. اسرائيل نعتبرها عدونا الأول وانها تشكل خطرا علينا، خطرا ثقافيا حضاريا اقتصاديا وسياسيا. نعتبر اسرائيل شرا مطلقا والتعامل معها حرام”. وأعلن الامام الصدر أن دعم المقاومة الفلسطينية هو واجب شرعي، ودعا يوم كانت المقاومة الفلسطينية في بداياتها إلى تحويل ريع حفل إفطار في العام 1969 في اوتيل الكارلتون في العاصمة اللبنانية بيروت لصالح مجهودها الحربي، بعد أن عمل على الحصول على فتوى المرجع الاعلى للطائفة الإسلامية الشيعية في النجف الاشرف السيد محسن الحكيم بجواز دفع أموال الخمس والزكاة لحركة فتح والمقاومة. وقال: “القدس هي قبلتنا وملتقى قيمنا وتجسيد وحدتنا ومعراج رسالتنا، إنها قدسنا وقضيتنا. لا أسوأ من اسرائيل في العالم. اسرائيل هذه الظالمة والمعتدية والمحتلة والمغتصبة يجب ان تزول من الوجود وإن إزالتها أمر إلهي. الثورة الفلسطينية هي الطريق الى الارض المقدسة وهي الشعلة المقدسة التي اوقدها الله تعالى لحماية خلقه ولكرامة هذه الامة وللقضاء على اعدائها وأعداء الإنسان. انتظر الشعب الفلسطيني عشرين سنة، فما انصفه احد في العالم ونسيه الكل حتى المؤسسات الدولية، فاضطر الى استلام قضيته ووضع ثمنا لعودته غاليا هو التضحية بجيل كامل. الشيعة يعتبرون المسألة الفلسطينية هي مسألتهم، ويرون بأنه لن يتوفر أي أمن، طالما ان أمن العدو الصهيوني الذي يطمع في أراضيهم رابض على بعد عشرات الامتار منها. يجب ان نسعى كي تبقى اسرائيل عدوة. السند الحقيقي للثورة الفلسطينية هو عمامتي ومحرابي ومنبري. العودة الى فلسطين هي صلاتنا وإيماننا ودعاؤنا نتحمل في سبيلها ما نتحمل ونتقرب الى الله في سبيلها بما نتحمله من متاعب”.
وتابع: “ومن وحي شهر رمضان واختيار الجمعة الأخيرة يوم القدس رأى الإمام: “هل نجد في صومنا أثاره وفي صلاتنا معراجها؟” ان صيام شهر رمضان ليس نشاطا جسديا، علينا أن نفكر ونتأمل. شهر رمضان شهر الألفة وموسم تناسي الأحقاد شهر جمع الصفوف وتوحيد الكلمة. صيام شهر رمضان الخطوة الأولى في بناء الأمة وصناعة التاريخ وتحرير فلسطين”.
وأضاف: “هذه المقاومة التي أسسها سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر وسار بها وحفظها الرئيس نبيه بري هي مقاومة غدت عقيدة متكاملة، وافواج المقاومة اللبنانية التي انطلقت من عين البنية في البقاع لتشكل عنوان الانتصار لهذه الأمة، وتعيد المجد لها، لا بد من فتح حوار موضوعي داخلي حول كل الملفات، والارتقاء إلى مستوى خدمة الفقراء والمجتمع وتغليب المصلحة العامة، لقد تعب هذا الشعب، وكوته الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية، وقد رأى الإمام القائد السيد موسى الصدر أن التخلف هو العدو الأول للأمة والشعب وللوطن، وأن نقف لمواجهة اطماع اسرائيل: بأرضنا وثرواتنا، هذا شرف كبير. ويعادله أيضا أن نحارب اعداء آخرين ليسوا اقل خطرا من اسرائيل: الجهل والتخلف والفقر، وهذا من صميم واجبات الحركة”.
وقال: “في رؤية الرئيس نبيه بري، حمل القضية الفلسطينية عنوانا انسانيا ويكاد لا يترك مناسبة داخلية او عربية او عالمية الا واستحضرها عنوانا أبرز، وحرص الرئيس نبيه بري دوما على التنديد والإدانة لإقدام قوات الإحتلال الاسرائيلي على اقتحام باحات المسجد الأقصى الشريف وإنتهاك حرمة مهد السيد المسيح وأرض قيامته و تدنيس حرمات أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وممارسة أبشع صنوف العدوانية على نحو غير مسبوق في حق رجال الدين مسلمين ومسيحيين في القدس الشريف وفي حق المصلين من شيوخ ونساء وأطفال. وفي غزة هاشم حيث آلة الاجرام الصهيونية ترتكب المجازر والمذابح دون رادع من قرارات دولية تبقى حبرا على جثث الشرفاء وهم على الدوام يقاومون نيابة عن الأمة وعن الإنسانية، كي لا نسقط مجددا ويسقط معنا آخر ما تبقى من كرامة إنسانية ورسالات سماوية. فاذا سقطت غزة سقطت الأمة ويضيف الرئيس بري: هي القدس من حائط البراق ومن الحرم الإبراهيمي وتخوم باب العامود ورجع الصدى أجراس كنيسة المهد، ومن شوارع حي الشيخ جراح ومن الضفة وقطاع غزة نداء الأنبياء والأولياء والقديسين يرسمون صورة مشهدهم ومشهدنا بأرقى ما يمكن أن يرسم، ويكرسون بقبضاتهم القابضة على جمر القضية وحجر الإنتفاضة، بأن فلسطين من بحرها الى نهرها هي الحق والحقيقة وأن الإحتلال الى زوال. ويتابع: من أكناف بيت المقدس من لبنان الذي كان ولا يزال يقع ضمن دائرة التصويب والإستهداف الإسرائيليين في أمنه وثرواته وسلمه الأهلي وفي دوره الرسالي والحضاري الذي يمثل نقيضا لعنصرية الكيان الإسرائيلي من لبنان الذي للأسف يكاد اليوم أن يضيعه البعض بالأنانيات والمصالح الشخصية الضيقة وبالإمعان في إبقائه غارقا في أتون التعطيل والفراغ وتقديم طاقاته الإنسانية والقيادية للعالم على خلاف صورته الحقيقية صورة العاجز عن اجتراح الحلول لأبسط أزماته الداخلية، وبالقدر الذي نكبر بالأشقاء الفلسطينيين تقديمهم الإيثار والوحدة على الأنانية والإنقسام، ندعو أنفسنا وكل اللبنانيين بقواهم السياسية كافة وفي هذه اللحظة المصيرية الى قراءة موضوعية ومتأنية للتداعيات الخطرة التي تحصل في المنطقة انطلاقا من المشهد الفلسطيني بإعتباره إمتحانا للأمة في وحدتها واستقرارها وهويتها وثقافتها وأمنها المشترك”.
أضاف: “إننا كلبنانيين وقبل فوات الأوان مدعوون الى نبذ الكراهية ووقف العبث السياسي المجاني الذي لا يستفيد من إستمراره سوى من يعبث الآن في أقدس المقدسات الإنسانية وهو العدو الإسرائيلي، مدعوون الى صنع قيامة لبنان انطلاقا من المشهد المقدسي، فانهيار لبنان وضياعه ضياع جديد للحق الفلسطيني بالعودة والتحرير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ويخاطب الرئيس بري المقدسيين: حسبكم في هذه الليالي المباركة وأنتم تحيون للامة ليالي قدرها وصدى صوتكم قرآن الله وانجيله. لفلسطين كل فلسطين من بحرها لنهرها، لتينها وزيتونها وطور السنين، لها السلام والتحية وصلاة دائمة للخلاص من وباء الاحتلال، فهي قضية الارض والسماء ووطن الانبياء والشهداء يجب ألا تنسى من دعم ودعاء، فإن سقطت ذات يوم بنكبة لن يسقط حقها “بصفقة” او غفلة. فمقاومتها هي حق يعلو ولا يعلى عليه”.
ودعا الى “ضرورة التنبه الدائم لما يحاك للبنان والعيش المشترك والمقاومة، لان العدو الصهيوني لا يزال يراهن على مستجدات اقليمية وعالمية ليعيد شرذمة الساحات الداخلية، ولا سيما في هذه المرحلة الدقيقة ان نستفيد من عوامل القوة حيث الوحدة الداخلية أمضى سلاح في مواجهة العدو، وإسرائيل في الآتي من الايام ستنهار ويعود الحق لأهله”.