بقلم باسكال ابونادر – النشرة
تعدّ بلدة الكفور الجنوبية واحدة من أشهر البلدات التي تنتج الزيت المميز، نتيجة غناها بأراضي المليئة بأشجار الزيتون ككلّ بأغلب القرى الجنوبية، التي وعلى مرّ السنين كان أهلها يعتاشون من الزراعة ومن قطف الزيتون وعصره لصناعة الزيت. اليوم المحصول كلّه مهدّد ليس بسبب الحرب كما حصل العام الماضي، بل بسبب المياه الآسنة التي تخترق الأراضي الزراعية، والتي تلوّث المزروعات ومنها الزيتون.
“جغرافياً يحدّ بلدة الكفور شرقاً كفرجوز، النبطية، كفررمان بجزء منها، وغرباً يحدها كفرتبنيت، النبطية الفوقا وقسم من شوكين، زبدين، حاروف وتول”. هذا ما أكده نائب رئيس البلدية السابق طوني سمعان، لافتاً إلى أن “الصرف الصحّي ينزل في الوديان ويتدفق نحو الإراضي الزراعية ليمرّ بالميريّة، ومن هناك إلى البحر مباشرةً”، ويضيف: “من الجهة الشرقية للبلدة يقوم البعض برمي الحجارة في “الريغارات”، وهي غير مقفلة بشكل صحيح وعندما يقفل الصرف الصحي تتدفق المياه المُلوِّثة بسرعة نحو الأملاك الزراعية للناس، على جانب آخر بئر من آبار فخر الدين بمسافة تُقدّر بـ3 كلم لتمرّ ببساتين الزيتون دون معالجة”، مشدداً على أن “الاضرار هائلة وكبيرة جداً من الناحيتين المادّية والصحيّة”.
هذا المشهد المخيف الذي يمكن أن يؤثّر على أهالي البلدة الذين يتخوفون من التلوث جراء الصرف الصحّي، يقابله كلام مطمئن من رئيس اتحاد بلديات النبطية خالد بدر الدين عن عمل لحلّ المشكلة بوقت قريب. ولدى سؤالنا له عن المشكلة أعادنا إلى الوراء، مشيراً إلى أن السبب يعود الى أن الاراضي ليست بمستوى بعضها، مع وجود عمق حوالي 11 متراً في الأرض، موضحاً أن “المعالجة بدأت منذ حوالي أربعة أو خمسة أيام في محاولة لفتح “التسكيرة” بالارض، وقد جمعنا ثلاث لجان وبدأنا الأشغال وأحضرنا عمالاً”.
عندما غصنا في الحديث أكثر مع رئيس الاتحاد حول الأعمال الجارية، أكد أن هذا الأمر يمكن القيام به بجلسة في النبطيّة، وعندما طلبنا التواصل مع متعهّد الأشغال عاد وكرر أن التفاصيل تستوجب الحضور للشرح أكثر، ولم نتمكن من الحصول على رقم هاتف المتعهد. هذا الكلام يأتي في وقت أكدت لنا مصادر البلدة أننا “سنسمع هذا الحديث من رئيس الاتحاد ووعدًا بصور يرسلها عن أعمال جارية لإصلاح “الريغار””، ولكن الحقيقة أن على الارض المشهد يختلف تماماً، ومع الزيارة الفعليّة للموقع لا يبدو أن شيئًا ما تغيّر أو سيتغيّر قريبًا لسبب ما لا يزال مجهولا.
حسناً، رُبما قد تخطئ المصادر التقدير، ورُبما فعلياً المشكلة قيد الحلّ دون وقت زمني محدّد، لأنّ الحل اذا أراده المسؤولون يصبح انجازًا في وقت قصير، أما اذا كان غير ذلك فقد يصبح الزمن كلمة مطّاطة بالنسبة للحل الّذي قد يكون خلال أسبوع أو 10 سنوات… ولكن الصور برهان على وقوف بعض المسؤولين موقف المتفرّج حيال المعاناة، ولذلك عدنا وأكدنا لرئيس الاتحاد أننا “سنتابع القضية حتى الوصول الى الخواتيم المرجوّة لأنّ هذه رسالتنا، ولأنه يكفي أهالي الكفور ما عانته سابقًا من مشاكل النفايات ومعمل معالجتها، كما وقضيّة احراق كاوتشوك الدواليب المستعملة، ناهيك عن الحرب الاسرائيلية المدمّرة المستعرة على الجنوبيين”، فهل يجوز أن تتسلل الامراض بحرب صحيّة-بيئيّة على الاهالي من تلوث الصرف الصحي الذي يقضي على المحاصيل الزراعية ولا سيّما الزيتون، الذي يعتاشون منه طيلة العام؟ سؤال برسم الوزارات المعنيّة للمتابعة…


