كتب نقولا ناصيف:
في سابقة لافتة، أعرب الرئيس نبيه برّي عن استيائه من الموفد الأميركي توم بارّاك، حتى وصل به الأمر إلى الترحّم على اتفاق ١٧ أيار. برّي رأى أنّ الضمانة الأميركية لاتفاق وقف النار الأخير مع إسرائيل انهارت بالكامل، وأنّ واشنطن عادت بخفي حنين بعدما كانت قد وافقت على تنفيذ إسرائيل التزاماتها أولاً ثم بحث مسألة سلاح المقاومة.
اعتبر برّي أنّ الأميركيين يخذلون لبنان دائماً، مؤكداً أنّهم يختارون إسرائيل على أنفسهم، وأنّ زيارة بارّاك برفقة مورغان أورتاغوس ووفد الكونغرس برئاسة ليندسي غراهام لم تحمل أي ضمانات، بل أعادت الطرح نفسه: لا انسحاب إسرائيلي قبل نزع سلاح “الحزب”.
رئيس المجلس شدّد على أنّه لن يقبل نقل المشكلة إلى الداخل اللبناني أو تكليف الجيش بمواجهة المقاومة، معتبراً أنّ القرار في هذا الشأن سياسي ويعود لمجلس الوزراء. وحذّر من محاولات إشاعة البلبلة وفرض مناخات تصعيد، مشيراً إلى أنّ غياب الحوار الداخلي هو أصل الأزمة، بينما الحوار عام 2006 أنتج استقراراً دام 16 عاماً.
وختم برّي بالتشديد على أنّ لبنان دفع أثماناً في الماضي لكنه لن يدفع بعد اليوم، قائلاً بمرارة: “يا محلى ١٧ أيار”