برعاية وحضور عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ناصر جابر تم اطلاق النسخة الأولى من مهرجان الزيتون من تنظيم حركة أمل و كشاف الرسالة و بلدية أنصار.
جابر افتتح المهرجان وجال على اقسامه وكانت له كلمة بالمناسبة جاء فيها:الحمدُ للهِ الذي باركَ في الأرضِ وأنبتَ منها الخيرَ، وجعلَ من الزيتونِ رمزًا للسلامِ والبركةِ والعطاءِ.
الإخوةُ في شعبةِ حركةِ أملٍ وكشافةِ الرسالةِ الإسلاميةِ والمجلسِ البلديِّ والفعالياتِ …
الأهلُ الأعزاءُ في أنصارَ،
يسعدُني ويشرّفُني أن أقفَ بينكم اليومَ في هذا العُرسِ رغمَ كلِّ شيءٍ، مهرجانِ الزيتونِ السنويِّ، الذي يشكّلُ منارةً يحتفي فيها الإنسانُ بالأرضِ، والفلاحُ بالحصادِ، والوطنُ بعطائِه المتجدّدِ.
نلتقي اليومَ تحتَ ظلالِ هذه الشجرةِ المباركةِ التي لم تكنْ يومًا مجردَ شجرةٍ، بل كانتْ رمزًا للثباتِ والجذورِ، ودليلًا على الصبرِ والعطاءِ.
فهي تغرسُ جذورَها عميقًا في ترابِ الأرضِ كما يغرسُ أبناؤُها أقدامَهم في حبِّ الوطنِ، لا تهزُّها الرياحُ، ولا تنكسرُ أمامَ العواصفِ.
أيها الأعزاءُ…
إنَّ الزيتونَ ليس محصولًا زراعيًا فحسبُ، بل حكايةَ وطنٍ وهويّةٍ متجذّرةٍ في التاريخِ، تمتدُّ جذورُها في ترابِنا كما تمتدُّ فروعُها في سمائِنا.
هو شاهدٌ على تاريخِنا الطويلِ في الزراعةِ والعمرانِ، وعلى علاقةِ الإنسانِ الجنوبيِّ بأرضِه التي كانتْ ولا تزالُ مصدرَ رزقِه وكرامتِه في مواجهةِ عدوٍّ سرقَ الزيتونَ المعمّرَ لأنَّه يضمرُ الحقدَ لكلِّ ما يرمزُ إلى السلامِ، ولأنَّ كلَّ زيتونةٍ معمّرةٍ في الجنوبِ عمرُها أكبرُ من كيانِه المزعومِ.
وفي هذا اليومِ المباركِ، نكرّمُ كلَّ من حملَ المعولَ بيدٍ، والأملَ باليدِ الأخرى، فزرعَ وغرسَ وسقى وقطفَ، ليقدّمَ لنا زيتًا نقيًا كالنورِ، صافيًا كقلبِ الأرضِ.
نكرّمُهم لأنَّهم رمزُ الصبرِ والجهدِ، وعمادُ الاقتصادِ الزراعيِّ الذي يمثّلُ أساسَ التنميةِ المستدامةِ في وطنِنا العزيزِ.
الأهلُ الأعزاءُ، أدعوكم لتحويلِ مهرجانِ الزيتونِ السنويِّ إلى مساحةٍ تتلاقى فيها التجربةُ الزراعيةُ وإنْ كانتْ فرديةً بالابتكارِ العلميِّ، والتقليدُ بالحداثةِ، والماضي بالحاضرِ، فهو فرصةٌ لتبادلِ الخبراتِ، ولتشجيعِ الاستثمارِ في هذا القطاعِ الحيويِّ، ولتسليطِ الضوءِ على أهميةِ الزراعةِ العضويةِ وحمايةِ البيئةِ واستدامةِ المواردِ الطبيعيةِ.
ولعلَّ أجملَ ما يميّزُ هذا المهرجانَ هو تلكَ الروحُ التي تجمعُنا: روحُ الانتماءِ للأرضِ، والإيمانِ بالعملِ، والإصرارِ على الإنتاجِ رغمَ كلِّ التحدياتِ.
فكما تبقى شجرةُ الزيتونِ خضراءَ في وجهِ الصيفِ والشتاءِ، يبقى الإنسانُ في هذه الأرضِ صامدًا، يعطي دونَ كللٍ أو مللٍ، يؤمنُ بأنَّ البركةَ في العطاءِ، والخيرَ في الزرعِ، والعزَّ في الجذورِ.
ولا يفوتُنا في هذا المقامِ أن نتوجّهَ بالشكرِ والتقديرِ إلى الجهاتِ المنظمةِ والداعمةِ لهذا الحدثِ السنويِّ من شعبةِ حركةِ أملٍ وجمعيةِ كشافةِ الرسالةِ الإسلاميةِ في أنصارَ إلى المجلسِ البلديِّ وكلِّ المؤسساتِ الزراعيةِ والأهلِ، على جهودِهم المباركةِ في خدمةِ هذا القطاعِ، ودعمِ المزارعينَ، وتسويقِ المنتجِ الوطنيِّ الذي نفتخرُ به في الأسواقِ المحليةِ والعالميةِ.
كما نتقدّمُ بخالصِ التحيةِ والتقديرِ إلى أبطالِ الحقولِ، رجالِ الأرضِ والعرقِ، الذين أثبتوا أنَّ حبَّ الوطنِ لا يكونُ بالكلامِ فقط، بل بالعملِ والإنتاجِ والصبرِ على العطاءِ.
أيها الأهلُ،
إنَّ مهرجانَ الزيتونِ السنويَّ ليس مجردَ احتفالٍ بالزيتِ والثمارِ، بل هو احتفالٌ بالحياةِ نفسها، بتلكَ العلاقةِ المقدّسةِ بين الإنسانِ وأرضِه، وبين الجهدِ والبركةِ، وبين الماضي الذي نعتزُّ به والمستقبلِ الذي نبنيه.
دعونا نغرسْ معًا هذه القيمةَ في نفوسِ أبنائِنا، ليكبروا وهم يدركونَ أنَّ كلَّ شجرةٍ نزرعُها هي عهدٌ جديدٌ مع الوطنِ، وأنَّ الزيتونَ، مهما طالَ عليه الزمنُ، يبقى شاهدًا على الانتماءِ والعطاءِ والكرامةِ.
ولأنّنا متمسّكونَ بأرضِنا، فإنّنا متمسّكونَ في الوقتِ نفسه باتفاقيةِ وقفِ إطلاقِ النارِ التي تمّ التوصّلُ إليها في نوفمبرَ تشرينَ الثانيَّ الماضي، وهي الاتفاقيةُ التي يُفترضُ أن تُشرفَ على تنفيذِها لجنةُ الميكانيزمِ.
وربطًا بذلكَ، وفي ظلِّ العدوانِ المتمادي على سيادتِنا وأرضِنا وأجوائِنا، نؤكّدُ أنّ مسارَ التفاوضِ المقترحِ بين لبنانَ وإسرائيلَ قد سقطَ بسببِ رفضِ تل أبيبَ التجاوبَ مع مقترحٍ أميركيٍّ بهذا الشأنِ، والمسارُ الوحيدُ حاليًا هو مسارُ «الميكانيزمِ» الذي يضمُّ ممثّلينَ للدولِ المعنيّةِ والراعيةِ لاتفاقِ وقفِ العملياتِ العدائيةِ.
في ملف ِالاستحقاقِ النيابي،موقفنا واضح ،ستُجرى الإنتخاباتُ في موعدِها من دونِ تأخيرٍ ولو ليومٍ واحدٍ، ولا توجدْ أيَّ موانعَ تحولُ دونَ إجرائِها وفقَ القانونِ الانتخابي النافذ.
في الختامِ، نسألُ اللهَ أن يباركَ في وطننا وأرضِنا وزرعِنا، وأن يديمَ علينا نعمةَ الأرضِ.
والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه.

