“نقطة ضوء” معرض فني جمع بين الجمال والإنسانية وزير الثقافة غسان سلامة: “الإمام الصدر هو رجل استثنائي في غيابه كما في حضوره”

برعاية وحضور وزير الثقافة اللبناني الدكتور غسان سلامة، وبالتعاون بين ملتقى الألوان الفني ومركز التدخّل المبكر – اسيل التابع لمؤسّسات الإمام الصدر، أُقيم في بيروت معرضٌ فنيّ “نقطة ضوء”، جمع نخبة من الفنانين التشكيليين من مختلف المناطق اللبنانية، وذلك بعد ظهر يوم السبت 15 تشرين الثاني 2025 في مقر مركز اسيل – طريق المطار، واستمر حتى السابعة مساءً.
بعد جولة في أرجاء المعرض، اُفتتح الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلاها مقطوعة موسيقية للنشيد الوطني بأنامل العازف خضر رجب. ومن ثُمَّ كانت كلمة ترحيبية للسيدة رباب الصدر شرف الدين أكدَّت خلالها أنَّ “رسالة مؤسسات الإمام الصدر تنبع من الإيمان العميق بكرامة الإنسان، أيًا كانت حالته”، مشيرةً إلى أنَّ هذا المعرض “يشكِّل تجسيدًا عمليًا للشراكة بين الفن والرحمة، بين الجمال والواجب الإنساني.” كما أثنت السيدة رباب على رحابة صدر الوزير سلامة، لأنَّه لم يتوانى للحظة عن مشاركته ورعايته لهذا الحدث الفني والثقافي والإنساني.
بعدها، كانت كلمة للسيدة مليحة الصدر، مديرة مركز التدخل المبكر اسيل، أشارت فيها أنَّ “الفن هنا لا يُعلَّق على جدارٍ صامت، بل ينبض بالحياة، ينطق بالرجاء، ويُترجم إلى دعم فعلي لأطفالنا في برامج التدخل المبكر. كل لوحةٍ هنا، وكل مشاركة، هي خيطٌ من ضوءٍ يربط بين الإبداع والعطاء، بين الجمال والإنسان”. كما عبَّرت عن امتنانها لشركاء البداية، للفنانين الكبار الذين مدوا الأيادي وأشعلوا الشموع منذ عام ٢٠١٩، لملتقى الألوان الذي منح جزءًا من روحه وإبداعه الصادق، وأيضًا للرعاة الطيبين، وزير الثقافة، الذي دعم واحتضن الرسالة بفكر منفتح وإيمان بالإنسان.
ختمت السيدة مليحة الصدر شكرها ووفائها لفريق اسيل الذي لا يعرف التعب، ولمؤسسات الإمام الصدر التي تمنح المساحات الآمنة، ولعائلات الأطفال. لتتوجه بعدها إلى الإمام موسى الصدر الذي علَّمنا أنَّ الإنسان هو الكون، ومنه نستمد الإلهام. ودعت الحضور إلى رفع الأكف برجاءٍ صادق لعودته إلى وطنٍ يترَّقب نوره الوضاء وبصيرته النافذة.
كما كانت كلمة للشاعر محمد علوش، رئيس ملتقى الألوان الفني، أشار فيها إلى أنَّ “كل لوحة هنا هي صلاة تسكن القلب والعين، وتهمس أنَّ الجمال لا زال قادرًا على تغيير حياة. معرضنا اليوم هو مساحة فنية وشباك أمل ونداء محبة لأطفالنا.” توَّجه السيد علوش بالشكر لكل من حضر وشارك في هذا الحدث الفني، لكل فنان أعطى لونًا من فرحه، ولكل طفل حمَّلنا وعدًا بالاستمرار لأجله. وقد قدَّم التحايا لمعالي الوزير لحضوره الذي زرع نورًا لهذا النشاط. من ثُمَّ ألقى قصيدة حملت عنوان “نقطة ضو”.
اُختتم الإفتتاح بكلمة الوزير غسان سلامة، عبَّر فيها عن جملة من أسباب تأثره خلال مشاركته في هذا الحفل، فقال: “إنني في حضرة مجموعة راقية من الفنانين اجتمعوا في ملتقى الألوان، وقد لاحظتُ في لوحاتهم أنَّ هناك فعل ثبات، فعل ثبات لأن أيامنا أيامٌ صعبة والمصاعب أمامنا في كل حين، فوجدتُ أنَّ ريشتهم تحاول أنَّ ترد على هذه المصاعب بقدرٍ كبير من الأمل.”
وأضاف: “وجدتُ سببًا آخر لتأثري، وهو روح هذا المكان. أن تكون هناك مؤسسة تُعنى بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، هو نوعٌ من رد الدَّين لأطفالنا. روح هذا المكان هو روح الكرم، وهذا ما لمسته في كل زاوية من زواياه.”
كما أشار أيضًا إلى مدى تأثره بشخصية الإمام الصدر، مسترجعًا بعضًا من ذكريات شبابه في العاملية والحازمية، حيث تعلَّم منها الكثير، وبقيت ذكرى عطرة في ذهنه.
أكدَّ الوزير سلامة على أنَّ الإمام الصدر “كان رجلًا استثنائيًا في غيابه كما في حضوره، لأن غيابه أوحى لأهله أن يُبقوا على الرسالة التي جاء من أجلها ويحولوها إلى أفعال”.
وفي ختام الحفل، قدَّمت السيدة رباب الصدر شرف الدين والسيدة مليحة الصدر باقة من إصدارات مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات لمعالي الوزير، كعربون امتنان وشكر على رعايته الكريمة.
وشارك في المعرض عدد من الفنانين والفنانات التشكيليين الذين قدَّموا أعمالًا حملت مضامين إنسانية وجمالية، خُصِّص جزء من ريع المبيعات لدعم مركز اسيل الذي يُعنى بالأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة، ويساندهم مع عائلاتهم في بناء قدراتهم وتحسينها.
كما كان جناحٌ خاص لمركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات، عرض فيه إصدارته لنتاج الإمام الفكري وكنزه الثقافي في كافة المجالات المعرفية.
كذلك خُصِّص جناح لمحترف روزانا للأشغال اليدوية التابع لمؤسسات الإمام الصدر.
وقد تميّز المعرض بحضور ثقافي وفني واسع، عكس التزام المجتمع اللبناني بقيم التضامن والإبداع في آنٍ معًا، ليغدو الفن جسرًا من الأمل بين الجمال والإنسانية.