قدمت النيابة العامة في إسرائيل، إلى المحكمة المركزية في بئر السبع، لائحة اتهام ضد الجندي رافائيل رؤوفني، لتنفيذه “مهمات لصالح عميل إيراني” مقابل المال، في أثناء خدمته في الجيش.
وحسب ما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، جاء في لائحة الاتهام، التي قدمتها المحامية هيلا دريمر-يائير من نيابة لواء الجنوب، قبل بضعة أسابيع، أن عميلا إيرانيا تواصل مع رؤوفني عبر تطبيق “تلغرام” وعرض عليه تنفيذ مهمات مختلفة مقابل المال، ووافق رؤوفني على العرض.
وخلال الاتصال بين الاثنين، نفذ المتهم المهمات، ووثق تنفيذها، ونقل التوثيق إلى العميل عبر “تلغرام”. وبناء على طلب العميل، قام رؤوفني أولاً بتسليم صورة سيلفي له وتفاصيل عنوان سكنه، وحصل مقابلها على “رسوم جدية” في محفظة رقمية. وفي وقت لاحق، طُلب منه أيضاً تسليم صورة لبطاقته العسكرية.
وأبانت لائحة الاتهام أن رؤوفني قام، من بين أمور أخرى، بتصوير مقاطع فيديو في حديقة قريبة من منزله، ووثق محطة حافلات، والتقط صورا في مركز تجاري وقدم تفاصيل عن النشاط في المكان. وفي إحدى المرات، أُرسل إلى سوبر ماركت في مدينة بئر السبع حيث يقيم، لشراء علبة سجائر، وإخفائها في حديقة مع ورقة نقدية من فئة 20 شيكل ورسالة مكتوب عليها “اذهب إلى الأردن”.
وفي حالة أخرى، أُرسل إلى منطقة ريشون لتسيون للتحقق مما إذا كان قد تم إخفاء مسدس في المكان، على الأرجح من قبل عميل آخر، وما إذا كان حقيقيا أم لعبة. وبعد أن رفض تسليم المسدس إلى شخص آخر، صدرت له تعليمات بنقله إلى نقطة أخرى مقابل 2,000 شيكل. كما صدرت له تعليمات بإخفاء هاتف أيضا في نقطة معينة.
بالإضافة إلى ذلك، ووفقا للائحة الاتهام، سلّم رؤوفني للعميل معلومات عن القاعدة التي يخدم فيها، بما في ذلك إجابات غير مدعومة حول بيانات القوى البشرية وإجراءات الطوارئ في القاعدة، كما التزم بإبلاغه عند انتقال القاعدة إلى “حالة حرب”. وفي وقت لاحق، طُلب منه تقديم تفاصيل عن أشخاص إضافيين بهدف تجنيدهم المحتمل في المخابرات الإيرانية. كما أُرسل للمّ شريحة هاتف (SIM card) من مقهى في بئر السبع، لكنه لم يجدها. وبعد يومين، طلب منه العميل شراء بيروكسيد الهيدروجين، وهي مهمة لم يتم تنفيذها.
إجمالا، حصل رؤوفني من العميل على حوالي 2,700 دولار حُوّلت إلى محفظة رقمية، وفقا للائحة الاتهام. وقد تم التحقيق في القضية من قبل وحدة الجرائم الموجهة ضد الأمن (فحاع) التابعة لمديرية شرطة الجنوب وجهاز الأمن العام (الشاباك). وتُنسب لرؤوفني تهم الاتصال بعميل أجنبي، وتسليم معلومات للعدو قد تكون ذات فائدة له.
اعتُقل رؤوفني الشهر الماضي، في عملية مشتركة بين الشاباك ووحدة “فحاع”. وجاء في بيان مشترك صادر عن الشاباك والشرطة: “تضاف هذه الحالة إلى سلسلة من الحالات في الآونة الأخيرة التي تدل على إحباط الجهود المتكررة من قبل جهات إرهابية معادية لتجنيد مواطنين إسرائيليين بهدف تنفيذ مهام ترمي إلى الإضرار بأمن دولة إسرائيل ومواطنيها”.
وأضاف البيان: “تعيد شرطة إسرائيل وجهاز الأمن العام تحذير المواطنين والمقيمين في دولة إسرائيل من إقامة اتصال مع جهات أجنبية وتنفيذ مهام لصالحها. هذه الأفعال تشكل مخالفة خطيرة للقانون وتعرض أمن الدولة للخطر”.
جدير بالذكر أنه في يوم الأحد الماضي، قدمت النيابة العامة إلى المحكمة المركزية في حيفا لائحة اتهام ضد سيمون أزرزار (27 عاما) من كريات موتسكين. ووفقا للائحة الاتهام، استغل أزرزار خدمة الاحتياط لشريكة حياته – فنقل إلى إيران معلومات وتوثيقات سرية من قاعدة سلاح الجو في رمات ديفيد.
وأشارت لائحة الاتهام إلى أن أزرزار كان يعاني من صعوبات مالية، وبادر إلى الاتصال بعملاء إيرانيين على “تلغرام” مقابل المال. استمر الاتصال بشكل متقطع من أكتوبر 2024 حتى اعتقاله الشهر الماضي – بما في ذلك خلال المواجهات مع إيران وبشكل مكثف بشكل خاص خلال مواجهة الـ12 يوما الأخيرة.
ونفذ أزرزار المهمات باستخدام قاعدة البيانات في “السحابة” (Cloud) الشخصية لشريكته – وهي جندية نظامية ثم في الاحتياط في قاعدة سلاح الجو. وذكرت لائحة الاتهام أن أزرزار استخرج من السحابة المشتركة صورا من قاعدة رمات ديفيد لغرف التحكم، وأنظمة القيادة العملياتية، وبيانات اتصالات مشفرة – وحتى طائرات بدون طيار. ونقل جزءا من التوثيقات إلى العملاء الإيرانيين الذين تواصل معهم لأكثر من عام.
بالإضافة إلى ذلك، نقل أزرزار للعملاء الإيرانيين تفاصيل شخصية كاملة عن شرطي إسرائيلي في أثناء خدمته، وعرض عليهم تنفيذ مهمات إضافية، بل وناقش معهم إمكانية مغادرة البلاد والهروب إلى إيران مع عائلته. وبمقابل المهام التي نفذها، حصل على دفعات مالية بلغت آلاف الشواقل بعملات مشفرة. وقد تم اعتقال أزرزار وشريكته في أكتوبر الماضي. ولا تزال شريكته قيد الاعتقال، وتم تحويل التحقيق في شأنها إلى النيابة العسكرية.
المصدر: “يديعوت أحرونوت”

