رأى مفتي وإمام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق في خطبة الحمعة في مسجد النبطية، أن “تحرك قطعات الجيش اللبناني نحو الجنوب ضمانة كبرى تبشر بالخير”، وقال: “إن عودتنا ما كانت لتتم لولا ثبات المقاومة وعقلانيتها، ولولا صلابة وبراعة الجهد الديبلوماسي الفذ الذي خاضه بكفاءة عالية معهودة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم لولا صبر وأصالة وقيم الجنوبيين الذين آزروا الميدان وأيدوه ووثقوا به”.
أضاف: “إن تحرك قطعات الجيش اللبناني نحو الجنوب لتعزيز وجوده على امتداد حدود الوطن نرى فيها ضمانة كبرى تبشر بالخير لأمن الوطن واستقراره ووحدة شعبه، لكنها تبقى ناقصة حتى يزود جيشنا بالعدة والعديد الذي يليق بشجاعته وبطولاته”.
وتابع: “بدل الخوض في مكاسب الحرب وخساراتها، على أن كل مكسب فيها هو مكسب لكل اللبنانيين، وكل خسارة فيها هي عليهم جميعا. لذا، فإن مصلحة الجميع تقتضي أن نتحرى كل عناوين الجمع لكي نسير بوطننا العزيز نحو استقرار متين وراسخ يطمئن اليه شعبنا وأجيالنا المقبلة”.
أضاف: “باسم النبطية، حاضرة جبل عامل وبلداتها وقراها المضمخة بعطر الولاء والاصالة والقيم، نرفع تحية اجلال واكبار الى مرجع الامة الأعلى السيد علي السيستاني حيال عاطفته الابوية التي احاطت الجميع ومناشدته التاريخية التي استنهض بها جهات ومؤسسات وشعب العراق الأصيل لنجدة أهلهم وأحبتهم في لبنان”.
وحيا “الأطقم الطبية والفرق الاسعافية لجهادهام المخلص وجهودها المضنية التي بذلتها متعاونة من دون كلل او وهن طيلة ايام الحرب الشرسة نجدة لأهلها وشعبها، واضعة أرواحهم على أكفها تؤدي بذلك أنبلَ وانصع المهمات الانسانية”.
وحيا “أبناءه في إسعاف النبطية، الذين تجلت فيهم الشمائل النبطانية والجنوبية الأصيلة، والقيم الحسينية التي غذتهم بها وعمقتها في نفوسهم شعائر هذه المدينة المباركة”.
كما حيا “شباب المواساة في النادي الحسيني، الذين قاموا بجهود بطولية وجبارة في مراسم ومهمات مواراة جثامين الأحبة الذين فارقونا”.
وقال: “أتوج تحياتي، ممزوجة بدمع الحنين ومشاعر الفخار الى شهداء مدينتا الحبيبة، وكل الشهداء السعداء، مستحضرا شهادة قائد المقاومة المخلص السيد حسن نصر الله. لقد رحل عنا شهداؤنا تاركين أعذب الذكريات، رحلو أعزاء كراما متوجين مسيرة عطائهم وخدمتهم وحبهم لمدينتهم ووطنهم وشعبهم بأسخى وأنبل عطاء، وهو عطاء الدم والروح، شعب لبنان وشعب الجنوب مرن يحب الحياة ، لا تحبطه الأزمات والمحن، مهما اشتدت، كما يشهد له تاريخه، وهو لاشك قادر على النهوض”.
أضاف: “حبنا لوطننا ونهائية الانتماء اليه هما الضمان الاكيد لبناء لبنان الغد، لبنان المنيع أمام الأعداء، المتماسك المتفاهم المتحاب سياسيا واجتماعيا”.
وشكر لـ”أهالي وبلديات وجهات مدن وقرى النزوح حسن استضافتهم لأهلهم وتكبدهم عناءها”.
وختم: “جاءت هذه المحنة لتؤكد أن الشعب اللبناني، رغم تعدد أطيافه وطوائفه، يكتنز في طباعه وسلوكه قيم الضيعة اللبنانية وآداب الآباء والأجداد وجميل عاداتهم التي توحده في الاستحقاقات الكبرى وتسمو فوق كل القيود الفئوية المصطنعة”