رمضان شهر التمر، به يبدأ الصائمون عادة إفطارهم، فيأكلون بضع تمرات ثم ينتقلون إلى الوجبات الأخرى، كما أنه غذاء ارتبط بحضارة العرب الذين اشتهروا بزراعته، وتفننوا في صناعة الأطعمة والحلويات من منتجاته.
وينتمي التمر إلى عائلة الفواكه، ويصنف ضمن قائمة الفاكهة المجففة، وذلك لأن تركيز الماء فيه ينخفض مقارنة بأصناف الفاكهة المعتادة كالموز والبرتقال والتفاح. ولذلك فإن مراجع علم التغذية تحدد حجم الحصة الغذائية من التمر بربع كوب، مقارنة بنصف كوب من الفواكه الأخرى، مما يدل على كثافة محتوى الطاقة في التمر وانخفاض الماء فيه.
ويحتوي التمر على السكريات والفوليت وفيتامين “أ” والبوتاسيوم والألياف والمعادن. أما من حيث محتواه من السعرات الحرارية فتعطي حبة التمر الواحدة في المتوسط 20 سعرة حرارية. ويعود سبب ارتفاع محتواه من الطاقة إلى غناه بالسكريات. وهو لا يحتوي على دهون أو كوليسترول.
وللاستفادة من التمر في شهر رمضان وعلى مدار السنة ننصحك بالانتباه إلى الأمور التالية:
- عند شرائك للتمر احرص على اختيار الأنواع الجيدة، ولا نعني هنا الالتفات إلى ثمن التمر، إذ لا يعني دائما غلاء سعر التمر جودة نوعه، فجميع أنواع التمور على العموم جيدة على الصعيد الغذائي، ولكننا نتحدث هنا عن طريقة تخزينه. إذ كون التمر شديد الحلاوة يجعله هدفا محببا للحشرات والسوس الذي قد يكون في داخله، كما أن تلوث التمر بالماء أثناء التخزين يؤدي إلى فساده. ولذلك عند شرائك للتمر احرص على اختيار الأنواع المعبأة في عبوات مغلقة بإحكام وانتبه إلى تاريخ التعبئة وتاريخ انتهاء الصلاحية.
- إذا أردت أن تشتري التمر غير المعلب “الفرط” فتذوق بعضه قبل الشراء، وانظر إلى المتجر ومستوى نظافته ودرجة العناية بشروط الصحة العامة، وكذلك نظافة العاملين في المتجر. وعند الشراء احرص على أن يعبئ لك البائع من نفس المستوعب الذي يعرض فيه التمر، أما إذا عبأ لك من غير المعروض فهذا يعني عادة أنه سيعطيك تمرا أقل جودة، ولذلك ارفض شراءه.
- عند شرائك للبلح عليك الانتباه بشكل أكبر إلى ظروف التخزين، فالبلح ترتفع فيه نسبة الماء مما يجعله أكثر قابلية للفساد من التمر. إذا كان البلح رخوا أو له رائحة “وتكون حمضية عادة” فهذا يعني أنه فاسد.
- بعد شرائك للبلح اغسله قبل تناوله، وتناوله مباشرة بعد غسله، إذ يؤدي تركه لفترة بعد الغسل إلى فساده بسرعة.
- بالرغم من المواد المغذية الموجودة في التمر فإنه غني بالطاقة، وهذا يعني أنه يجب الانتباه إلى الكمية التي تأكلها منه، خاصة إذا كنت تريد خفض وزنك، إذ قد يصعّب أكلك لكميات كبيرة من التمر من هذا الأمر. أزل النواة من حبة التمر وقطعها إلى قطع صغيرة وكلها بشكل منفصل حتى تتلذذ بالتمر بشكل أكبر وبكمية أقل.
- إذا كنت مصاب بالسكري يؤدي تناول التمر إلى رفع مستويات السكر في الدم. استشر طبيبك وتحدث معه حول الموضوع، إذ سيوجهك إلى الكمية التي تلائمك. وعليك الانتباه إلى أن حصة التمر الواحدة تساوي ثلاث تمرات، أي 60 كالوري. وهي تعادل حصة واحدة من الفاكهة. ويجب أن تخصم من المأخوذ الكلي للسعرات الحرارية والمجموعات الغذائية التي تتناولها طوال اليوم.
- احرص على تفريش أسنانك مباشرة بمعجون محتوٍ على الفلورايد بعد أكلك للتمر، فهو يحتوي على السكريات، كما أن قوام التمر الدبق يجعله يلتصق بالأسنان بسهولة، مما قد يرفع مخاطر تسوس الأسنان بشكل كبير. وهذا الأمر ينطبق على كافة أصناف الحلويات والأطعمة.
- حاول أن تقلل من الحلويات المصنوعة من التمر -وكذلك جميع أنواع الحلويات- كالمعمول والتمرية، إذ إنها تحتوي على كميات إضافية من السكر والسمن، مما يجعلها أيضا غنية بالطاقة. أما إذا كنت تصنع هذه الحلويات في البيت فحضرها بدون إضافة السكر وبأقل كمية ممكنة من السمن أو الزبد.
- اختر طرقا صحية للاستمتاع بالتمر، ولعل أبسطها وأشهرها هو مزج التمر بالبن، إذ تجمع هذه حلاوة التمر بحموضة البن، كما تعطيك الكالسيوم، واحرص على اختيار اللبن الخالي الدسم وكله باردا بعد تزيينه بالتمر. كما يمكنك إضافة التمر إلى فطورك الصباحي من رقائق الحبوب وهذا سيعطي وجبتك حلاوة لذيذة والمزيد من القيمة الغذائية.