محمد محمود شحادة
نذكر في ربيع عام ٢٠٠٢، وأثناء انعقاد القمة العربية في بيروت، وفي ظل اقتراح مبادرة السلام العربية من قبل ولي العهد السعودي ان ذاك الملك عبدالله بن عبد العزيز، كان آرئيل شارون يقتحم مخيم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية ممهداً لعملية اجتياح كامل للضفة، معتبراً ان التوصيات بالسلام التي سوف تصدر عن القمة العربية لا تساوي الحبر الورق الذي تكتب به، فوقعت مجزرة جنين في عملية توغل إسرائيلية ، فوقعت معركة شديد
الان وبعد ٢٢ عاماً يعيد الإحتلال الإسرائيلي برئاسة نتنياهو محاصرة واقتحام مخيمات و مناطق شمال الضفة الغربية من جنين وطوباس و نابلس وطولكرم، وها هو نتنياهو مجدداً لا يكترث بمبادئ القانون الدولي العام ويثبت بالإجراءات العملية ما يوجه له من إتهامات دولية حول الإبادة الجماعية للفلسطينين، وذلك بعد انتهاكه للشرائع والمواثيق الدولية في غزة محاولاً القضاء و تهجير اهلها الى مصر حتى ينتقل في مرحلة ثانية الى الضفة الغربية للقضاء وتهجير اهلها الى الاردن ثم الانتقال الى المرحلة الثالثة بعرب ٤٨ الذي يتوقع ان يكون مصير وجهتهم التهجير الى لبنان.
كان العدو الإسرائيلي رافضاً منذ الأساس الى اقتراح حل الدولتين، حيث أقر الكنيست قانوناً لرفضه، معتبراً إياه انه يشكل خطر على الدولة الإسرائيلية وامنها القومي، وحتى عندما تقدمت حماس بميثاق جديد بالإعتراف بحدود ٦٧ دون الإعتراف بإسرائيل ايضاً بادر نتنياهو بتمزيق الميثاق ورميه بالنفايات،
وكانت محكمة العدل الدولية قالت إن الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني ويجب عليها إنهاء “وجودها غير القانوني” هناك “بأسرع ما يمكنف”.
اليوم الجيش الإسرائيلي أطلق عملية كبيرة ضد ما اعتبره الإرهاب مع جهاز الأمن الإسرائيلي (الشاباك) في منطقتي جنين وطولكرم في شمال الضفة الغربية، وادعى وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، أن إيران تعمل على إنشاء “جبهة شرقية” في الضفة ضد إسرائيل فلذلك نقوم بضرب البنى التحتية لهذه الجبهة.
امَّا وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، حث مجلس الأمن والمجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات فورية وحازمة لوقف العدوان، قائلا إن “توسيع إسرائيل رقعة حربها ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية هو تصعيد خطير يجب أن يتوقف”
فإذاً نقول لماذا الضفة الآن؟ او بالأحرى ماذا في الضفة؟
للعلم انه منذ اندلاع الحرب في غزة في اوكتوبر ٢٠٢٣ لم نشهد من الضفةً الغربية جبهة تضامن وإسناد عسكري حقيقي سوى بعض المظاهرات وأعمال الشغب من وقت لآخر، وكان الجيش الإسرائيلي يتعامل مع هذه الحالات بطريقته الهمجية، الى ان أعلنت إسرائيل مطلع الإسبوع عن اطلاق عملية عسكرية في الضفة الغربية بدأت باجتياح جنين وطوباس بحجة تدمير بنى تحتية إيرانية.
إسرائيل تمارس التطهير العرقي والتهجير الجماعي و الإبادة وكل مسميات الجرائم الدولية، بينما العالمين العربي والإسلامي لا يقول كلمة لهذه المتغيرات الخطيرة فضلاً عن تواطء بعضهم بالجرائم، فماذا عن المجتمع الدولي
أخبار شائعة
- المبعوث الاميركي براك يحذر من أن لبنان يُواجه خطر الوقوع في قبضة القوى الإقليمية: إذا لم يتحرك سيعود لبنان لبلاد الشام
- احذر: لا تستخدم “تشات جي بي تي” في هذه الحالات الإحدى عشرة
- توقيف 56 سوريًّا لتجوّلهم داخل الأراضي اللبنانية دون أوراق قانونية
- شهيد وخمسة جرحى في النميرية
- استطلاع رأي “إسرائيلي”: تراجع واضح بشعبية نتنياهو
- تحذير من خطورة فيروس الروتا على الأطفال
- أصل وفصل “الطعام المقدس”!
- كيف أطالت الحرب عمر نتنياهو السياسي.. تحقيق يكشف الكواليس والأسرار
المقالات ذات الصلة
موقع النبطية

النبطية
nabatieh.org1@gmail.com