بقلم علي محمود شحادة
ان المأزق الحقيقي الذي تعاني منه إسرائيل هي عدم قدرتها على ضمان الأمن والاستقرار على المدى الطويل، اسرائيل تكرر في حروبها المتعددة اليوم المسار العسكري الذي انتهجته طوال العقود الماضية مع حركات المقاومة وان اضافت له دقة عالية في الأهداف وعنف أكبر تجاه المدنيين وقدرة على تحمل الخسائر البشرية والمادية مع مرونة في إطالة أمد الحرب، إن هذه الإضافات لا تعكس تغيرا جوهريا في التعامل مع الأزمة الدائمة والمستجدة لهذا الكيان وهي ضمان الأمن على المدى البعيد، والسبب الرئيسي هي أن الفاعل الأساسي الذي يحرك عملية توالد المقاومة والرغبة في مواجهة إسرائيل لم ينته و ارادة الشعب الفلسطيني واللبناني على الخصوص للقتال.
لقد مر على هذا الصراع ما يزيد على سبعة عقود من الحروب والمعارك وكانت إسرائيل تقوم باستخدام سلاح الجو من أجل تدمير البنى التحتية للعدو والضغط عليه بقتل المدنيين عبر تدمير الأبنية السكنية عليهم او استهداف مراكز الإيواء، في حروبها الأخيرة المستمرة جعلت من عملياتها أكثر دقة معتمدة على المعلومات الإستخباراتية التي لا يمكن الشك انها نتيجة عمل طويل وخروقات تكنولوجبة وبشرية لعدد كبير من أجهزة الاستخبارات العالمية والعربية وكذلك ضاعفت بشكل كبير حجم العنف ضد المدنيين دون أدنى حرص على سمعتها الأخلاقية في المجتمع الغربي، اسرائيل كذلك دجنت شعبها على تحمل الخسائر البشرية والمادية خلافا للحروب السابقة ويرجع ذلك إلى نجاح الحكومة الإسرائيلية في تسويق سردية الخطر الوجودي وانها محاطة بالأعداء الراغبين بالقضاء عليها مستعينة بما حدث في السابع من أكتوبر وبخطابات قادة المقاومة، لقد نجحت إسرائيل باغتيال الشخصية الأكثر عداء لها في التاريخ والأكثر تأثيرا على معنويات شعبها وهو امين عام حزب الله الذي راكم خلال ثلاثة عقود تراثا كبيرا من الإنجازات والانتصارات على حساب إسرائيل، واغتالت عدد كبير من قادة حماس وحزب الله ودمرت مخازن صواريخ ومصانع مما أظهر تفوقا كبيرا في الإنجازات التكتيكية جعلت نتنياهو يقول بالنصر، لكن النتيجة اليوم ان الحكومة الإسرائيلية عاجزة عن ضمان الأمن المستدام لشعبها رغم كل هذه الإنجازات وعلى المدى البعيد واستمرارا لسنة التاريخ وتحقيقا للمسار الطبيعي لسير المجتمعات يمكن الجزم ان حركات المقاومة ستنجح في استعادة قوتها بل ستراكم قوة أكبر وسيتضاعف عدد المنتسبين الراغبين في قتال إسرائيل إلى العمل المقاوم رغبة في الحفاظ على وصايا من مضوا في هذا الطريق ووفاء لنهج قياداتهم التي اثبتت صدقها بالدم وكذلك رغبة في الإنتقام ممن ذبح النساء والأطفال وقطع أجساد الابطال بالحديد والنار،
كلمة السر هي ارادة القتال والحرب وهذا الفاعل بدل ان يضعف سوق يقوى ويؤثر في اتجاه تصاعد تأييد خيار المقاومة.