تل أبيب: أظهر تقرير إسرائيلي، الإثنين، أن أكثر من ربع العائلات في إسرائيل تعيش حالة من انعدام الأمن الغذائي، بفعل التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لحرب الإبادة في قطاع غزة التي استمرت لعامين.
جاء ذلك في تقرير صادر عن منظمة “لاتيت” الإسرائيلية لمكافحة الفقر وانعدام الأمن الغذائي، حصلت الأناضول على نسخة منه. و”لاتيت” منظمة إنسانية إسرائيلية تأسست عام 1996 لمكافحة الفقر وانعدام الأمن الغذائي.
وبحسب التقرير، فإن 26.9 بالمئة من الأسر الإسرائيلية (867 ألفًا و256 عائلة) تعاني من انعدام الأمن الغذائي، بزيادة غير مسبوقة بلغت 27.5 بالمئة مقارنة بالعام الماضي. كما كشف التقرير أن 37.5 بالمئة من الأطفال الإسرائيليين (حوالي 1.18 مليون طفل) يواجهون انعدام الأمن الغذائي، في مؤشر خطير على اتساع رقعة الأزمة داخل المجتمع الإسرائيلي.
وشنت إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة بدعم أمريكي في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت لعامين، وخلفت أكثر من 70 ألف قتيل و171 ألف جريح فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن دمار هائل قدرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعماره بنحو 70 مليار دولار.
الفقراء الجدد
وأكد التقرير أن نحو ربع متلقي المساعدات هم من “الفقراء الجدد”، أي أولئك الذين وجدوا أنفسهم بحاجة إلى المساعدة الغذائية خلال العامين الماضيين، منذ اندلاع الحرب على غزة.
وقال التقرير: “أدت الحرب المستمرة وموجة ارتفاع الأسعار إلى حالة طوارئ اجتماعية، مع تآكل عميق في الأمن الغذائي والاقتصادي لمئات الآلاف من الأسر في إسرائيل”.
وأضاف: “من المرجح أن الزيادة الحادة والمقلقة في معدلات انعدام الأمن الغذائي، حيث تعيش ربع العائلات الإسرائيلية في حالة انعدام الأمن الغذائي و10 بالمئة في حالة انعدام أمن غذائي حاد، ترجع بشكل رئيسي إلى تدهور أوضاع الأسر الجديدة، مما يعني أن المشقة تتسع وتخترق الطبقة المتوسطة الدنيا”.
وتابع أن اتساع الظاهرة يظهر أيضًا في الزيادة الكبيرة في طلبات المساعدة لدى المنظمات المدنية، مقابل انخفاض التبرعات بسبب تحويل الموارد إلى احتياجات جديدة سببتها الحرب.
تكلفة المعيشة
وأشار التقرير إلى ارتفاع الحد الأدنى لتكلفة المعيشة خلال العام الجاري بنسبة 5.5 بالمئة للفرد و5.6 بالمئة للأسرة مقارنةً بعام 2024.
وأوضح أن الحد الأدنى المطلوب للعيش بكرامة في إسرائيل بلغ هذا العام 5589 شيكلًا (1733 دولارًا) للفرد، و14,139 شيكلًا (4384 دولارًا) لأسرة مكوّنة من زوجين وطفلين.
كما سجّل الإنفاق السنوي للفرد زيادة تُقدّر بـ 3500 شيكل (1085 دولارًا)، وللأسرة نحو 9000 شيكل (2791 دولارًا).
وقال التقرير إن 59.6 بالمئة من متلقي المساعدات أفادوا بتدهور أوضاعهم المالية خلال العام الماضي، مقارنة بـ 36.5 بالمئة من عامة السكان. كما تعرّض نحو ثلث متلقي المساعدات (33.1 بالمئة) لتجميد أو حجز حساباتهم المصرفية، بما يعادل ثلاثة أضعاف النسبة لدى عامة السكان.
ويصل متوسط إنفاق متلقي المساعدات إلى 12,734 شيكلًا (3949 دولارًا) شهريًا، وهو يقارب ضعف متوسط دخلهم الشهري الصافي البالغ 6,593 شيكلًا (2045 دولارًا).
وأشار التقرير إلى أن نحو 60 بالمئة من المستفيدين من الدعم الحكومي أكدوا تدهور أوضاعهم المالية خلال العام، موضحًا أن نفقاتهم الشهرية تضاعفت تقريبًا مقارنة بالفترات السابقة.
كما ذكر أن 67 بالمئة من هؤلاء المستفيدين لم يتمكنوا من توفير المستلزمات التعليمية الأساسية لأطفالهم، بينها الكتب المدرسية، فيما حرمت 84 بالمئة من الأسر أبناءها من الأنشطة والرحلات المدرسية لعدم القدرة على تحمل تكاليفها.
ولم تقتصر التداعيات على الجوانب الاقتصادية، إذ أشار التقرير إلى أن 61.9 بالمئة من متلقي المساعدات وصفوا حالتهم النفسية بأنها “غير جيدة”، فيما أكد 42.4 بالمئة أنهم شهدوا تدهورًا في صحتهم العقلية منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، منهياً حرب الإبادة، إلا أن إسرائيل خرقت الاتفاق مرارًا، موقعة شهداء وجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين، بينما أعلنت حركة حماس التزامها بالاتفاق وطالبت الوسطاء بإلزام تل أبيب بتنفيذه

