اشار نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، الشيخ علي الخطيب، خلال خطبة الجمعة الى ان “إن ما يجري اليوم على أرض غزة وعلى أرض جبل عامل وتخوم فلسطين المحتلة أعاد اليوم لهذه الامة الاعتبار ووضعها من جديد في واجهة الاحداث العالمية نظراً لما تختزنه من طاقات وثروات، ونظراً للموقع الاستراتيجي الذي تحتله على خريطة العالم مما يجعل أي تحوّل فيها مُهدِّداً لمصالح الغرب الحيوية، ولهذا فإن ما تقوم به المقاومة ليس تهديداً وجودياً للعدو الاسرائيلي فقط بل تهديداً وجودياً للغرب ، ولذلك احتاجت أن تُخاض المعركة بكثير من الجدية والذكاء كما يحدث فعلاً لا بردّات الفعل غير المحسوبة التي ارتدت سلباً على معنويات الامة إحباطاً ويأساً والتي استغلها العدو ليردّها بخبث إلى صدرها لتنتقم من نفسها بنفسها”.
ولفت الخطيب الى ان “المقاومة أحكمت أمر القيادة حين انطلقت من أرضية قوية وتخطيط بارع اذهل الاعداء ووضعه في مأزق ليس له منه خلاص وهو التسليم بشروط الهزيمة المنكرة كما خططت قيادة المقاومة وصرَّحت بشكل واضح وصريح انها لن تقبل ليس فقط بهزيمة المقاومة في غزة بل بتحقيق نصر مبين لها واثبتت بشكل لا لبس فيه جديتها بما قدمته من قرابين بينهم قادة اعزاء، لا تلوي على لوم لائم محكوم بعقد نفسية قد اديث بالصغار”.
وتابع: “سئمنا هذه اللغة الممجوجة واعتاد عليها اللبنانييون التي ليس لديها سوى السلبية وتوجيه سهام النقد للمقاومة وتَمَنَّينا يوماً تقديم حل ايجابي منطقي غير ما تقوم به المقاومة فأنت في الواقع وهو ما نفهمه من هذه السلبية إن كنت لا تريد أن تساهم في الدفاع عن بلدك ولو بالموقف لا تريد أن تُقرّ لها بأنها تحقق إنجازاً لمصلحة لبنان خوفاً من أن تأخذ في مقابله بالسياسة فقد أخطأت الهدف، وانت تفوت على نفسك المساهمة بهذا الفضل أولاً وثانياً فأنت تصارع الهواء، لأن المقاومة أسمى هدفاً مما تتصور وليس لديها من هدف سوى حماية لبنان وإعطاء العدو حجمه الحقيقي وهو انه أوهن من بيت العنكبوت وليس البعبع الذي يُرعب الجميع، فلا أدري ما يضيرك من هذا واذا كانت هي الصورة التي أدخلت في مخيلتك أياً كنت، فهي بعد هذه التجارب قد أصبحت من الماضي ونحن اليوم في عصر المقاومة التي اذلت هذا الكيان واثبتت انه الجيش الذي يقهر”.
ورأى الشيخ الخطيب ان “الواقعية السياسية تستدعي الاستجابة لدعوة الحوار بدل السلبية، والتفرّغ لإيجاد الحلول لمشاكل المواطنين والمخاطر الوجودية التي تهدّد البلد ومنها النزوح السوري حيث لا نعرف الهدف من صعود هذا الملف تارةً إلى سطح الاهتمامات ثم يختفي فجأة، فلا يجوز أن يكون على خطورته موضوعاً للمساومات السياسية”، معتبرا انه “لا بدّ من العمل الجدي لحلّه بالانفتاح على سوريا والضغط على الدول الأوروبية التي تُعرقل الحل بما دعينا اليه سابقاً من ترك الحرية للنازحين السوريين بالهجرة حيث شاؤوا وألا نكون حراساً للحدودعلى حساب وجودنا”.