شهر رمضان المبارك هو وقت للتعبُّد والتقوى، ولكنه أيضًا يتطلب تخطيطًا خاصًا نظرًا للتحديات الاقتصادية التي يواجهها المواطن اللبناني. في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يشهدها لبنان، أصبحت إدارة الميزانية خلال رمضان أمرًا بالغ الأهمية. فكيف يتكيف اللبنانيون مع ارتفاع الأسعار وتكاليف الحياة المرتفعة خلال الشهر الفضيل؟ إليكم بعض الأساليب التي يعتمدها المواطنون اللبنانيون في إدارة ميزانيتهم خلال رمضان.
- تخفيض النفقات الأساسية:
مع الزيادة الملحوظة في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، أصبح من الضروري للبنانيين تقليص استهلاك بعض المنتجات. في رمضان، يتم التركيز على شراء المواد الأساسية مثل الأرز، الفاصوليا، العدس، والخضروات المحلية، التي تعتبر من الأطعمة الضرورية التي يمكن تحضيرها بطرق متنوعة ومغذية دون الحاجة إلى إنفاق مبالغ كبيرة. - البحث عن العروض والتخفيضات:
مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، يبحث الكثير من اللبنانيين عن العروض والتخفيضات التي تقدمها المحلات التجارية في رمضان. من خلال متابعة الأسواق والتخفيضات الخاصة على الأطعمة الرمضانية، يمكن للمستهلكين توفير جزء من ميزانيتهم. العديد من المتاجر الكبرى تقدم خصومات على المواد الأساسية والحلويات الرمضانية التي تعتبر جزءًا أساسيًا من مائدة الإفطار. - التخطيط المسبق لقوائم الطعام: يحرص العديد من الأسر اللبنانية على إعداد قوائم طعام مسبقة قبل بداية الشهر، مما يساعد في تحديد الكميات المطلوبة من المواد الغذائية وتجنب الشراء العشوائي. هذا يساعد في التحكم بالنفقات ويمنع الهدر الغذائي، وهو أمر مهم خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية.
- الابتعاد عن الإسراف:
في رمضان، قد يكون هناك ميل للتمتع بالكثير من الأطعمة والحلويات، ولكن مع الوضع الراهن، يحرص العديد من اللبنانيين على تقليص كميات الطعام التي يتم تحضيرها لتجنب التبذير. الأسر تتجه إلى تحضير وجبات صحية ومغذية تناسب حاجات أفراد الأسرة، مع مراعاة عدم الإسراف في تحضير كميات كبيرة من الطعام، مما يساهم في توفير النفقات. - الاعتماد على المساعدات والتبرعات:
مع الظروف الاقتصادية الصعبة، أصبح الكثير من اللبنانيين يعتمدون على المساعدات الخيرية التي تُوزع خلال رمضان. الجمعيات الخيرية في لبنان تقدم مساعدات غذائية للأسر المحتاجة، وتعمل على تخفيف عبء نفقات الشهر الكريم عن العديد من العائلات. كما أن بعض الأفراد يتوجهون إلى التبرع للأسر المحتاجة والقيام بأعمال خيرية خلال هذا الشهر الفضيل. - التركيز على الروحانية والتعاون الاجتماعي:بعيدًا عن الجانب المالي، يولي اللبنانيون اهتمامًا كبيرًا للجانب الروحاني والاجتماعي لشهر رمضان. إذ يسعى الجميع للتعاون مع الجيران والأصدقاء في تحضير الوجبات وتبادلها، مما يقلل من التكاليف ويعزز روح التضامن الاجتماعي. المشاركة في المائدة الرمضانية مع الآخرين تعزز الروابط الاجتماعية وتخفف من العبء المالي.
- استبدال المنتجات الفاخرة بالخيارات المحلية:
في ظل ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة، يلجأ الكثير من اللبنانيين إلى استبدال بعض السلع الفاخرة مثل الفواكه المستوردة بالخيارات المحلية الأكثر تكلفة. مثلًا، يتم استبدال الفواكه المستوردة بالفاكهة الموسمية التي تكون أكثر توفرًا وأقل تكلفة. - الاستفادة من التخزين المسبق:
قبل بدء شهر رمضان، يقوم بعض اللبنانيين بشراء بعض المواد الغذائية بالجملة لتخزينها مثل الأرز، المعلبات، المكسرات، والبهارات. هذا يساعد على تفادي زيادة الأسعار خلال الشهر الكريم، ويضمن لهم توافر المنتجات الأساسية دون الحاجة لشراء بأسعار مرتفعة. - في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، يتعين على اللبنانيين أن يكونوا أكثر وعيًا في إدارة ميزانيتهم خلال رمضان. من خلال التخطيط المسبق، البحث عن العروض، وتجنب الإسراف، يمكن للمواطن اللبناني التكيف مع التحديات المالية التي يفرضها هذا الشهر الفضيل. ورغم الصعوبات، يبقى رمضان فرصة للتعاون الاجتماعي، وتقديم الدعم للأسر المحتاجة، والتقرب إلى الله بالصوم والعبادات.