بقلم المناضلة البولندية Beata Chedogi
ظننتُ أنني لن أرسم مجددًا.
لكن ها أنا…
لأول مرة، أرسم وأبكي.
لأول مرة، أصبحت رسوماتي صلاة.
لأن الصمت… لم يعد خيارًا.
ليس لدي موهبة الصراخ.
لكنني لا أستطيع أن أبقى صامتًا أيضًا.
لذا أتكلم من خلال الألوان، من خلال الخطوط، من خلال الدموع.
كفى.
أيها الإنسان،
كُن إنسانًا من جديد.
كلنا خرجنا من نفس التراب، وسنعود إلى نفس الأرض.
فما الفائدة من سحق بعضنا البعض في الطريق؟
طفل من غزة.
أمّ ثكلى من إيران.
رجل مسن يبكي في اليمن.
كاهن من لبنان.
وفي الوسط — النائحة المتوشحة بالحجاب، حاملة وجع الجميع،
آلامهم، دموعهم،
دموعنا.
لأن المعتدي نفسه، مرة أخرى —
بمالي ومالك —
يفترس اللحم في مأدبة الكراهية.
والعالم صامت.
وإن نطق، فلا يُسمع.
سكر الكبرياء وجشع المال
أعمت حكام هذا العالم.
يتعشّون مع الشياطين علنًا،
أمام أعين الصغار والكبار.
ونحن —
مكبّلون بسلاسل غير مرئية، وأفواهنا مختومة —
نُؤمر أن نصرف النظر،
أن نصمت،
أن ننسى ما هو الحب.
لكني اكتفيت.
حتى لو أسكتّم صوتي،
سأرسم.
سألوّن.
سأجعل العالم كله يرى.
وإن كان التفكير أمرًا عسيرًا،
فلعل القلب — ربما —
لا يزال قادرًا على الاستجابة.
إن بقي هناك قلب ليستجيب.
ب.
لوحة_أكريليك
فنمنأجلضحاياالإبادة
ذكرى
–