يعد شهر رمضان الكريم توقيتا مثاليا، للتخلص من الوزن الزائد، والبدء في اتباع نظام حياة صحي، على مدار العام، عبر الكثير من العادات الغذائية الصحية، والنشاط البدني المعتدل، والسلوكيات التي يشجع الباحثون على استمرارها لبقية أيام العام، ويعتبرون رمضان نقطة انطلاق مثالية، من أجل نمط حياة أفضل على مدار العام.
وتشير الأبحاث إلى أن الصيام له آثار مفيدة على وزن الجسم ونسبة السكر في الدم، هذا يعني نسبة سكر أقل في الدم، وكمية وزن أقل أيضا مع الوقت، ولكن كيف يمكن تحويل رمضان الكريم إلى شهر لنسف الدهون بامتياز؟
اتبع نظاما والتزم به
يعد الصيام بحد ذاته، لساعات تتراوح بين 14 و16 ساعة، ليس فقط سببا في ثبات الوزن، وعدم زيادته، ولكنه حافزا لفقدان الوزن الزائد، وذلك من دون التقيد بنظام غذائي بعينه، ففي دراسة حول تأثير صيام رمضان على الدهون الحشوية لدى من يعانون من السمنة، خلص باحثون إلى أن مجرد الامتناع عن الطعام خلال نهار رمضان يؤدي لتقليل الدهون الحشوية ووزن الجسم لدى من يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، لذا يرى باحثون، بجامعة كابوديستريان الوطنية في اليونان، أن التقيد بنظام غذائي فعال خلال رمضان قد يكون وسيلة فعالة لفقدان الوزن الزائد، وتحسين حساسية الأنسولين لدى الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
حافظ على تمريناتك
إن كنت تتمرن بالفعل، فرمضان ليس مناسبة للتخلي عن تلك العادة الجيدة، خاصة إذا تم التمرين في الوقت المناسب، قبل الإفطار مباشرة، حيث يعد الإفطار في هذه الحالة وسيلة للتعويض والترطيب، أو بعد الإفطار بساعتين أو ثلاث.
وإن لم تكن رياضيا من الأساس، فثمة نصيحة بشأن الرياضات المجانية البسيطة، مثل المشي السريع، الركض الهادئ، أو ركوب الدراجات، وربما السباحة. وعموما، ثمة إرشادات لممارسة الرياضة بأمان خلال رمضان أهمها، بحسب مؤسسة حمد الطبية:
ممارسة النشاط البدني 30 دقيقة يوميا.
تجنب التمارين العنيفة في نهار رمضان، خاصة في الحر، تجنبا لخطر الجفاف.
تجنب الجلوس أمام التلفزيون بعد الفطار، وممارسة أنشطة كالمشي أو الأعمال المنزلية.
التوقف عن أي نشاط بدني في حالة الشعور بالدوار أو الغثيان أو ضيق التنفس أو ألم الصدر.
نم جيدا
لا يؤثر الصيام بحد ذاته في النوم، إذا كان النوم منتظما بالفعل، وخاضعا لجدول واضح، فلن تشهد بنية النوم اضطرابات كبيرة، وذلك بحسب دراسة علمية، جاءت للرد على العلاقة بين الصيام وزيادة الشعور بالنعاس أثناء النهار، ولكن في المقابل لا يلتزم الكثيرون بجدول واضح وصريح للنوم خلال رمضان، حيث تنقلب جداول الكثيرين، ويؤدي الاحتفال بالشهر الكريم إلى انخفاض مدة النوم، وانخفاض نوعيته، مع زيادة مدة القيلولة خلال النهار، لهذا يٌنصح بإعطاء الأولوية للنوم بقدر ما يتم إعطاء الأولوية للطعام وإعداده، ذلك أن من ينامون بشكل أفضل يميلون إلى تناول الطعام خلال النهار بصورة أقل، فضلا عن أن النوم الجيد ليلا يساعد المرء في التحكم برغباته عند الصيام.
النوم الجيد ليس رفاهية، ولكنه مرتبط بشكل وثيق مع زيادة الوزن، فبحسب دراسة حول تأثير الإجهاد على النوم والسمنة بمنطقة البطن، خلص باحثون إلى الدور الذي يلعبه الإجهاد العقلي في قلة النوم وزيادة الوزن والسمنة، ليس هذا وحسب، بل إنه نوع من الإجهاد يقلل من فعالية محاولات إنقاص الوزن، مع زيادة الشهية وانخفاض الدافع للنشاط البدني، الأمر الذي يزيد الأمر سوءا.
تمسك بالأثر
قد تكون خسارة الوزن كبيرة أو بسيطة، بحسب النظام الغذائي ومقدار المجهود الذي بذله الصائم خلال رمضان، لكن الثابت أن ثمة خسارة تحدث للدهون، كيلو غرام واحد على الأقل، ولكن هل يستمر الأثر؟ هذا ما حاولت دراسة علمية الإجابة عنه، حيث خلصت إلى أن التغييرات التي تحدث بالوزن خلال الشهر الفضيل، تعود تدريجيا لحالة ما قبل رمضان، ذلك أن الحفاظ على هذا المكسب مرتبط بتعديلات منظمة ومتسقة في نمط الحياة، حتى تصبح خسارة الوزن دائمة.